رواد الأعمالمبدعون

محمود الأصيلي .. أبو صناعة الأثاث في مصر ومصمم عرش آخر ملوك إيطاليا

يعتبر “محمود الأصيلي” أحد العلامات في الصناعة المصرية.. ولد الأصيلي عام ١٨٨٣ في الفترة التى كانت مهنة النجارة في دمياط تقتصر على تصنيع السفن التجارية الشراعية الكبيرة ولم يكن لصناعة الأثاث أى وجود حينئذ، حيث كان أثاث البيوت عبارة عن سرير معدني والباقي قطع بسيطة كالدكة والخزانة وعلى النقيض من ذلك -بكل تأكيد- كانت القصور والسرايات تستورد أثاثها من خارج القطر المصري.

محمود الأصيلي والسفر إلى فرنسا

وشاءت إرادة الله ان يهيئ للشاب “محمود الأصيلي” فرصة ستغير تاريخ دمياط الاقتصادي، حين ترشح للسفر مع الفائقين حرفيا لدراسة الصناعات التي تناسب بيئاتهم فتم اختيار الأصيلي ليسافر إلى فرنسا أولاً ثم ارتحل إلي ايطاليا لاستكمال دراسته وحصل علي دبلومه في تصميم وتصنيع الأثاث وعاد إلي مصر ليفتح مصنعه الخاص بدعم حكومي شامل مشروط أن تكون بمثابة مدرسة لتخريج كوادر قادره علي حمل مهمة تصنيع الأثاث التي لم تكن بمصر حينئذ.

أول مصنع تعلمي في مصر

وفي هذه الأثناء استطاع الشاب الطموح “محمود الأصيلي” تدشين أول مصنع تعليمي في جمهوريه مصر العربيه لصناعه الأثاث الأوروبي برونقه وتفاصيله اليدويه التي تأخذ العقل قبل العين وكان هناك خواجات يأتون كل ٣ أشهر ليتعاقد معهم علي توريد الغراء والعدد والذهب ومواد الدهان والأخشاب والقشرة وأقمشة التنجيد والزجاج والمقابض وسواها من المستلزمات.. فلم يكن بمصر وقتها أي من هذه الأشياء.

محمود الأصيلي .. أبو صناعة الأثاث في مصر ومصمم عرش آخر ملوك إيطاليا
محمود الأصيلي .. أبو صناعة الأثاث في مصر ومصمم عرش آخر ملوك إيطاليا

الوصول إلى العالمية والجائزة الذهبية

وبعد أعوام يصل الأصيلي بالأثاث المصري للعالمية حين عرض الملك (ايمانويل) مسابقه لتصميم كرسي العرش الإيطالي واشترك الحاج محمود بالمسابقه والتي تعني كرسي العرش وغرفه الحكم متضمنه كراسي الوزراء والحاشيه الملكيه وديكوراتها كامله.

ونجح الدمياطي محمود الأصيلي في اصطياد الجائزه الذهبيه متفوقا على أساطين صناعة الأثاث والديكور العالميين بل وعلى الإيطاليين أنفسهم أصحاب الشهرة التاريخية لصناعة الأثاث.

أول حجر أساس لبيع الأثاث

ومن إعجابه بالتصميم أهداه ملك إيطاليا الميدالية الذهبية وكرمة وكذلك وزير الزراعة والتجارة والغرفة التجارية والتي افتخرت بانجازاتها في كتابها الدوري بحصول أحد مشتركيها علي هذه الجائزة وتبعه بعد عامين زميله في الدراسه محمد فهيم الجندي والذي تخرج بعده بدفعتين وحصل أيضا علي ميدالية ذهبية لتصديره إلي إيطاليا بعض القطع الفنية والتي أشاد بها أيضا ملك إيطاليا حينئذ.

بعدها افتتح معرضه الأول بشارع كورنيش النيل بجوار معرض صديقه (محمد فهيم الجندي) ليضعوا معاً أول حجر أساس لتجاره الأثاث الدمياطي وكانت قطعه تزين قصور مصر واوروبا.

وتخرج من مدرسة الأصيلي رجال عدة وبدأوا في افتتاح ورش منفردة للدهان وللأويما ولصق الذهب والنجارة والتنجيد لأن امكانياتهم المادية لم تكن تكفي لافتتاح مصانع موازيه.
ومن أشهر خريجي مدرسه الأصيلي مؤمن والعراقي والبدويهي وغيرهم وكانوا يفتخروا بهذه المؤسسة وفي عهد عبد الناصر تعاقدت مصر مع روسيا لبناء السد العالي ولما لم تكن مصر ماديا قادرة علي دفع كل التكليف حدث تبادل وأهمة توريد كميات من الأثاث إلي روسيا والتزمت مؤسسة الأصيلي بتوريد حصتها علي أكمل وجه لتشارك مصر كعادتها في بناء وطن..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى