في محاولة منه لاستخدام بعض المواد الموجودة بكثرة في بيئتنا الطبيعية، مثل الخشب والنحاس، والاستفادة منها بطريقة لم يتطرق إليها أحد من قبل، تمكن الشاب الفلسطيني، فاروق راتب النتشة، البالغ من العمر (21)عاماً، من عمل أطراف اصطناعية، بمواصفات مبتكرة، وبسعر مخفض، حيث استعاض عن (الجلد البشرى) بطبقة خارجية رقيقة من النحاس، تحيط (العظم) المصنوع من الخشب هنا، ويتميز هذا الابتكار بوجود آلية به لمنع التلوث.
يشير فاروق النتشة، صاحب الابتكار أن سبب اختياره لهذه المواد بالتحديد، يرجع إلى أن النحاس مادة جيدة التوصيل للكهرباء، وهذا ما سيمكننا من عمل أطراف متحركة، دون الحاجة إلى توصيل الكثير من الأسلاك، بل يلزمنا طبقة رقيقة من النحاس، كما أنه متوفر بكثرة. ويمكن أيضاً في المستقبل القريب عمل أعصاب من مادة النحاس، _وهذا ما يقوم به المبتكر خلال هذه الأيام.
وعن اختيار مادة الخشب، يرى النتشة، أن فوائده كثيرة، كما أنه أخف وزناً من النحاس، لذا فإن الخشب هو المكون الأكبر في هذا الابتكار، لذلك أيضا جُعلت الطبقة الخارجية من النحاس والداخلية من الخشب، وكذلك فالخشب عازل للتيار الكهربي، وهذا ما سيساعد على حماية المنتج من التلف والتكلس، وغير ذلك.
ويوضح المبتكر طريقة تصنيع الأطراف الاصطناعية من هذه المواد على مرحلتين، كما يلي: يقوم في المرحلة الأولى بتذويب النحاس، وتصميمه على شكل أطراف رقيقة مفرغة من الداخل، حتى يتمكن من وضع قطع الخشب بداخلها، ويكون طولها بحسب جزء العظم المراد عمله.
والمرحلة الثانية يقوم بعمل قطع من الخشب على شكل اسطوانة، ومن ثم يصمم منها أشكالاً تشبه الأطراف الحقيقية من العظم، وتقطع على حده حسب الطول الذي نحتاجه، وتوضع داخل طبقة النحاس المفرغة.
وفى النهاية تأتى مرحلة التجميع، وهى عملية ربط العظام مع بعضها البعض في أوضاع مختلفة، منها وضع العظام بشكل يمكن أن يستخدم لعدة استخدامات مسك (ملعقة, مفك، وغير ذلك) من غير وضع آلية لتحريك أصابع اليد، أي جعلها ثابتة. أو عمل أصابع وأطراف متحركة، ولتسهيل عملية الفواصل بين عظام الأصابع، يمكن عمل قطعتين فقط من العظام الاصطناعية في كل إصبع، وعمل عظمتي الساعد.
ويكمن أيضا إضافة ابتكار آخر وهو “التهوية”، حيث لم يغفل المبتكر عن أن عملية تذويب النحاس ينتج عنها أبخرة ودخان يؤذى البيئة، فعمل على ابتكار نظام جديد يقوم بسحب الدخان الأسود الصاعد أثناء عملية تذويب النحاس، ويمرره من خلال أنبوبة تنتهي به إلى وعاء صغير يوجد به ماء بارد، يختلط به الدخان، ويمكن تفريغ المياه الملوثة أو إعادة تكريرها أيضاً.
ويؤكد المبتكر أن اختراعه هذا يتضمن عدة ابتكارات متداخلة مع بعضها في نظام واحد، يمكن من خلاله عمل مصنع كبير يهدف إلى:
أ)الاستفادة من المواد الموجودة في البيئة وإعادة استخدامها، وبأقل التكاليف.
ب)عمل منتج إنساني منافس وذو خصائص وميزات مبتكره، يحتاجه ذوي الاحتياجات الخاصة.
ج)ابتكار نظام لعملية منع التلوث الناتج.