كلايف سنكلير, هو مخترع ورجل أعمال بريطاني, ابتكر الآلة الحاسبة المحمولة والكمبيوترات المنزلية رخيصة الثمن. وذكرت عائلته لوسائل إعلام أنه فارق الحياة في منزله في لندن بعد صراع مع السرطان لأكثر من 10 سنوات. ولم يمهله القدر من الانتهاء من ابتكاره الجديدة والذي كان يعمل عليه الأسبوع الماضي، “لأن هذا ما كان يستهويه”، بحسب ما كشفت ابنته لـ “بي بي سي”.
وأضافت: “كان مبتكرا ومبدعا. وكان الأمر بمثابة مغامرة شيقة له. وكان ذاك شغفه”.
ولد كلايف سنكلير عام 1940، وترك المدرسة في السابعة عشرة من العمر ليصبح صحافياً متخصصاً في شؤون التكنولوجيا. وأسس شركته الأولى عندما كان في الثانية والعشرين، لإنتاج حزم مراسلات إذاعية، ومن بينها ما كان يعتبر وقتذاك أصغر جهاز راديو في العالم.
ومن مشاريعه الأخرى، ساعات رقمية وتلفزيون مسطح الشاشة.
وأدى دوره الممثل البريطاني ألكسندر أرمسترونغ في المسلسل الدرامي التلفزيوني “مايكرو من” المتمحور على الخصومة بينه وبين مؤسس شركة “أكورن كمبيوترز”، كريس كاري، في الثمانينيات.
وكشف سنكلير في مقابلة أجرتها معه “بي بي سي” عام 2013 عن أنه شخصياً لا يستخدم الحواسيب.
وقال، “لا أحب مصادر الإلهاء. وإذا كان في حوزتي حاسوب، فسأبدأ التفكير في ما يمكنني تحسينه هنا وهناك. وأنا لا أريد ذلك”.
ومن أبرز ابتكارات سنكلير الآلة الحاسبة الإلكترونية المحمولة سنة 1972. وقد سمحت هذه الآلة المعروفة باسم “Sinclair ZX 80“، التي أطلقت في السوق سنة 1980 وكانت تباع في تلك الفترة بما يقارب 100 جنيه أسترليني، بتعميم الحوسبة في أوساط الأسر في بريطانيا والخارج.
وأصبحت الحواسب من سلسلة “ZX” من الأكثر استخداما في العالم خلال الثمانينيات واشتهرت حتى في الاتحاد السوفييتي.
وقد سمحت الآلة الحاسبة المحمولة، التي ابتكرها عام 1972، وأطلقت في السوق عام 1980، بتعميم الحوسبة في أوساط الأسر في بريطانيا والخارج. وتعرف هذه الآلة باسم “سنكلير زد أكس 80″، وكانت تباع في تلك الفترة بقرابة مئة جنيه استرليني.
وكانت حواسيب منزلية أخرى مثل “أبل 2” تكلف أغلى بكثير في ذاك الحين. وكانت شركة سنكلير الأولى في العالم التي تخطت مبيعاتها مليون جهاز.
ومن النماذج التي طورها المخترع لاحقاً “زد أكس سبكتروم” عام 1982 بقوة أعلى، وواجهة أكثر يسراً، ما سرع من انتشار الألعاب والبرمجة المعلوماتية في أوساط الأفراد.
هذا الرجل غير حياتي”
ونشر المخرج البريطاني إدغار رايت الذي عرض فيلمه الأخير “لاست نايت إن سوهو” في مهرجان البندقية هذا الشهر تغريدة أبرز فيها ما حققه الراحل.
وكتب، “اسمحوا لي بأن أوجه تحية إلى رائد التكنولوجيا السير كلايف سنكلير، فقد جعل أحلام القرن الحادي والعشرين ممكنة. سأضغط على الكبسات المطاطية لآلة من نوع سبكتروم على شرفك. فلترقد بسلام”.
وغرد الرئيس المعاون سابقاً لحزب العمال البريطاني، توم واتسون، “يمكنني القول إن العصر الرقمي بدأ بالنسبة إلينا في بريطانيا مع آلة (سنكلير زد أكس 80) التي تعلّم بفضلها ملايين الأطفال الترميز”.
وأضاف، “هذا الرجل غيّر حياتي”.
لكن ابتكارات سنكلير لم تشهد كلها نجاحاً باهراً. فدرّاجة “سنكلير سي 5” ثلاثية العجلات والعاملة بالبطاريات التي قدمت على أنها عنصر أساسي لمواصلات المستقبل المراعية للبيئة، مُنيت بانتكاسة مكلفة عند إطلاقها عام 1985.
وقال الصحافي دومينيك دايموند، المتخصص في ألعاب الفيديو، “ينبغي عدم التقليل من تأثير ابتكارات السير كلايف سنكلير في العالم. ولو اشترينا كلنا درّاجة سي 5، لكان أنقذ البيئة على الأرجح”.