المجتمعروحانياتما وراء الطبيعه

أسرار وحقيقة الطلاسم والرموز الغير معروفة بالكتب القديمة

الطلاسم … ذلك اللغز المحير الذى يستخدمة السحرة في الأذى ويستخدمة الداجلون في إبتزاز الناس..الطلاسم أكذوبة ميراث الإجداد .. الطلاسم صاحبة الأفعال العجيبة.. ما لها وما عليها

تمهيد بسيط

هل الطلسم نوع من التقديس وعباده أسماء الشياطين وهل فعلا للطلسم فعل ونتيجة ولماذا يلجأ بعض الناس لعمله وتركيبه .

الإنسان هذا المخلوق العجيب، باكورة الخلق واشرف مخلوقات الكون من حيث كونه مكلفا ويستطيع المفاضلة والاختيار بين الخطاء والصواب.

وحياه هذا المخلوق البشرى مزدحمة أشد زحام بزخم أفكاره وأفعاله وصراعاته التي لا تنتهى إلا بموته وقد تبقى أثارها بعد موته لعقود طويلة ، صراع دائم بينه وبين نفسه وأقرانه ومعتقداته وما بعد موته وأحلامه وأهدافه من الحياة ،وحول هذا الصراع الدائم ومن خلال الأحداث تتوالد الأفكار وتستمر وبعضها يندثر ، تتوالد العقائد القائمة على التجربة بعيدا عن الوحى السماوي ، تتوالد القناعات الشخصية والتي تمثل ميراثا ثقافيا ممتد الجذور يتحدد من خلاله نظره الشخص وفلسفته التي من خلالها يمارس حياته .

أي كلمة في اللغة العربية تحمل معنى حرفي وتحمل أيضا موروثا ثقافيا يختلف من فرد لأخر وقد يكون مغايرا لمعنى الكلمة الحقيقي. والموروث الثقافي هو ما يتبادر للعقل ويختزل بوعى القلب حال ذكر الكلمة أو الاسم   فلفظ الجلالة ” الله ” سبحانه وتعالى وهو علم على الذات الإلهية. عندما يذكر أمام مسلم فما يتوارد لعقل المسلم – كونه سبحانه ليس كمثله شيء واحداً أحدا صمدا لم يتخذ صاحبه ولا ولدا ، قادر على كل شيء لا يعجزه شيء متصف بالكمال المطلق منزه عن كل نقص سبحانه وتعالى. وإن ذكر أمام هندوسي أو بوذىأو اى ملة أخرى فما يتبادر لعقلهم مغايرا تماما وعكس ما يفهم المسلم ، هذا رغم أن لفظ الجلالة لم يتغير. لذلك فكثير من الحقائق تختفى تحت موروثا من الثقافة والذى قد يكون متطرفا أو خارج نطاق المنطق ومع ذلك يستسيغه العقل ويهضمه كأنه من المسلمات البديهية.

الرمز في حياة الإنسان هو إحدى أثرى طرق التعبير عما يريد أو ما يشعر أو ما يفهم . فعندما يشير المحتضر بسبابته فهذا يعنى أنه ينطق الشهادة وأنه  ثابت على الحق عند موته ، عندما تشير بحرف الفي الإنجليزى فأنت تعني النصر ووو وغيرها الكثير من المعانى.

 فالرموز بحياتنا ضرورة فلسفيه جامعه ومهمة لتوصيل الكثير من المعانى . وحقيقة الرمز قد تتطور وقد يتغير مضمونها عما صنع من أجله ، ومن تلك الرموز  تتوالد الكثير من الأفكار والمعتقدات وتتمحور حول الرمز.  وبمرور الوقت قد يتكون حول الرمز نوع من القدسية أحيانا تتجاوز العقل والمنطق مثل الرموز الدينية ومثيلاتها. فابتكار الرمز حاجة بشرية شديدة الخصوصية إن دلت بعيدا عن الحكم الشرعي لها ، فإنما تدل على عبقرية هذا المخلوق البشرى المسمى بالإنسان. وما يهمنا من تلك الرموز في هذا المقام .. الطلاسم.

من المعلوم بالضرورة لكل مؤمن بكتاب الله ولكل مهتم بالعلوم الغريبة أننا في تلك الأرض لا نحيا بمفردنا “كمخلوقات مكلفه “لكن يشاركنا”الجن” المعيشة والحياة ، وهم كمخلوقات مكلفة سابقةللإنسان بسكن الكوكب الأرضي  ، وهم أيضا مختلفين عنا تماما في أصل الخلقة وقدرات كل منا ، أيضا منهم العدو اللدود للنوع الإنساني متمثلا بآدم الأكرم وذريته – إبليس اللعين – وتلك العداوة الغير مبررة بالنسبة لأبياآدم عليه السلامهيفي الحقيقة محور وجودنا على الأرض وهى أهم قضية قد ينشغل بها العقلاء .

 فعداوتهم لنا مركبة من اختلاف النوع أصلا ثم العداوة الحادثة ببداية خلق آدم ثم لمشاركتنا لهم الأرض والحياة. ثم لتطرف مزاجهم وأصلهم الناري الذى يجعل الأذى بالنسبة لهم نوع من المتعة والنشوة. لذلك لا تجد نشاط إنساني إلا وتدخل الشياطين فيه إما لإفساده أو لتبديل النيات أثناء وبعد العمل . وعلى طول المدة التي تعايش فيها الإنس والجن رغم عداوتهم ـ على كثرة ما وجد من آثار لتلك المعايشة وهذا الاتصال الدائم المتقطع. ومن تلك الآثار ما وجد من طرق الاتصال بين العالمين وما خط من طرق استخدام أفراد من عالم الجن لمساعده الإنس لقضاء بعض الحوائج أو الإتيان ببعض الخوارق الكونية. ومن هذا الزخم الموروث وجدنا في الكتب ما اطلق عليه العلماء “الطلاسم”

أسرار وحقيقة الطلاسم والرموز الغير معروفة بالكتب القديمة

معنى كلمة الطلاسم :

كلمة ” الطلاسم” هي كلمة عربية صميمة ، لكنها وعلى عاده أهل العلوم الغريبة ” معكوسة ” لتخفى على من لا يعلم ، ونطقها الصحيح إن عكست “مسلط” بضم الميم وتشديد اللام – من تسليط – وتعنى في العلوم الغريبة – متجدد دائم التأثير .

والطلسم بموروثه الثقافي يحمل كل غامض مبهم مخيف مؤذى مخالف لشرع الله . وكل هذا فيه نظر ويقدر بقدره حسب ما سنرى .

ماهية الطلاسم:

والطلسم عبارة عن خطوط وكلمات وأرقام ورموز غير مفهومة لأغلب الناس والطلسم يعرف ويفهم حسب الحاجة المعمول من أجلها لذلك يمكن تقسيم الطلاسم لعده أنواع.

الطلاسم العلماء:

وتلك الطلاسم هيفي الحقيقة ليست كذلك ولا تأثير لها غير الإبهام على العامة غير المتخصصين وقد لجاء لها القدماء من اجل حفظ علومهم ونتائج تجاربهم وهذا منتشر في الكتب القديمة التي تتكلم عن علم “الصنعة الإلهية” تصنيع الذهب، وعن بعض التفاعلات الكيمائية كالنار الإغريقية مثلا أو نتائج المعادلات الغريبة كتوليد الأفعى طاليس المجنحة. ومثل تلك الأشياء أخذت من علمائها الكثير من السنوات وتوارث أهل تلك العلوم علومهم من حضارات سابقة , بغض النظر عن حقيقة تلك المعادلات أو عن صحتها ، لكن أهل تلك العلوم وضعوا معادلاتهم بخطوط غير متعارف عليها .

 ومنها في العصر الحديث مثلا في النصف الأول من القرن العشرين في مصرنا المحروسة كان هناك علم جديد بداء في النهوض وهو علم “الاختصار” وكتب الاختصار تلك إن اطلعت عليها ظننتها كتابات سحرية غير أنها كانت طريقه لاختصار كتابه محاضر مجلس الأمة أو غيرها . ومنها ابضا رموز المعادلات الرياضية والكيميائية المنتشرة بالمناهج التعليمية .وهذا نهج العلماء قديما . لذلك ليس كل ما هو غير مفهوم ضار وقبل الحكم على الطلسم لأبعد من معرفه ماهيته وجوهره 

أسرار وحقيقة الطلاسم والرموز الغير معروفة بالكتب القديمة

الطلاسم الخدمة:

في الهند حتى تلك اللحظة يمارس كهنة الهندوس والسيخ الرياضات الروحانية الشاقة والتي قد تستمر لعشرات السنين ، تحت الجوع والصيام والعطش والعزلة والنوم عن غلبة والترانيم والتسابيح وقد تطول الرياضة لثلاثين أو أربعين عاما متواصلة . وفى النهاية يحصل الكاهن على سر “مخاطبة  الأسلاف” يستطيع من خلالها عمل الخوارق  وشفاء المرضى وفتح الكنوز “طبعا كل هذا تلبيس من الشياطين، ثم بعد أن يموت الكاهن يبدأ كاهن آخر لبدء رياضته. الفراعنة واليهود كان أكثر مكرا من الهندوس، فقد كانوا مع خدمتهم الطويلة للدعوة وخلواتهم كانوا يكتبون “توجه” الدعوة أو اسم الروح المخدوم أو رمز مقدس ويربطون الخدمة على هذا الطلسم، وعندما يموت الكاهن يورث طلسمه لمن بعده فبدلا من أن يخدم أربعين عاما يكفيه يوم أو ثلاث ويحصل على نفس تصريفات الخدمة، وهذا النوع من الطلاسم منتشر لطلب الشياطين والأرواح الجنية الخطيرة كأمثال “ميططرون ، خادم الشمعة ،  شياطين الخطف والتبديل والجلب ، الأسد الغضوب ، ناصور نعوذ بالله منه ” وما إلى ذلك .

الطلسم الشخصي:

وهو طلسم لا يخرج عن اسم شيطان أو روح حسب معتقد الممارس وهذا الطلسم من شروط صحة عمله تعظيمه وتطيبه ، وهو مما ينقش على الخواتم أو يحمل مثل أسماء ” الطهاطيل ” وأحيانا تكون معكوسة للشر مثل أسماء القمر السبعة  ومنها ” لياخيم ، ليافور، لياروث ، لياشلش ” وصحيحها بدون عكس حسب علماء هذا المجال ” لياخيم – ميخائيل ” ” ليافور – روفائيل ” وهكذا .

أسرار وحقيقة الطلاسم والرموز الغير معروفة بالكتب القديمة

طلسم الإضمار:

وهو طلسم معقد جدا إذ يجمع بين الخدمة واسم الروح ونوع التصريف والملك الحاكم ويوم العمل . ومثل هذا الطلسم نادر العمل به لأنه لا يستطيعه غير العلماء ومنه ما اصطلح عليه بإضمارات الحروف والأسماء والآيات وهو من باب العهود الصعبة القوية ذات الشروط الصعبة الملزمة ومنها ما عرف في كتاب البونى بباب الهيكل واستخراج الإضمارات .

طلسم العلوم:

هذا الطلسم يكتب بالأرقام أو الحروف أو الأقلام الروحانية ” أقلام الطلاسم ” أو يدمج معا ، يكتب منفردا أو بغطاء “وفق ” – المصفوفات الرقمية المعقدة ـ المربعات التي تحوى أرقاما ـ ومثل هذا الطلسم يقوم على فكرة فلسفية معقدة ” ليس هنا مجال شرحها ” لكنها باختصار تتكلم عن عقل وروح لكل شيء فى الكون حتى الجماد , وكل ما هو فى الكون خاضع ومسخر للإنسان ، فما يفعله الممارس للعمل أن يأخذ ميزانا للمادة أو الفعل ” الميزان يعنى مصدر الكلمة فى اللغة وهو على وزن فعل ” يأخذ منه جسده أو قلبه أو عقله أو روحه أو نفسه أو قوته الطبيعية أو قوته الكلية . ثم يحولها إلى أرقام  ثم يحبسه داخل جسم ” وفق ” ثم يلبسه ردائه الروحاني ليتم التصريف . ومثل هذا الطلسم منتشر بالكتب على اعتبار أنه فوائد روحانية لكنه فى الحقيقة غير عامل وغير فعال لأنه يحتاج لعلم وعمل .

أسرار وحقيقة الطلاسم والرموز الغير معروفة بالكتب القديمة

طلسم الفوائد:

وهو في الغالب لا يخرج عن كلمات شركية ممهورة بألفاظ مقدسه لامتهانها . وهذا النوع من الطلاسم تقريبا هو ما يدور حوله أغلب المشتغلين في هذا المجال.

حقيقة الطلاسم:

الطلسم مهما كان نوعه كرمز يمتلك نوع من القوة فهو خاضع للمزاج البشرى والفهم الإنسانى لمعنى الحياة والذى لن يخرج إما عن دفع ضر أو جلب منفعة . والاعتقاد المصاحب للعمل والمقيم عليه حامله يقدح في عقيدة المسلم  إذ أن دفع الضر وجلب المنفعة من متعلقات الربوبية ولا يملك ناصيتها غير الله تعالى . فباستثناء الطلاسم العلمية فكل ما يحمل أو يعتقد بنفعه وضره فهو باطل حتى لو كانت نتيجته صحيحة .. ففى هذا المجال النتيجة لا تعتبر دليل على صحة أمر . بل الدليل دائما هو شرع الله سبحانه وتعالى . لذلك فالطلسم والاعتقاد به إحدى أهم حيل ومكر الشياطين ليقع الإنسان فى آفة الشرك بالله . حفظنا الله تعالى وإياكم من الشرك . هذا والله تعالى من  وراء القصد وهو وحده المستعان.

 بقلم الباحث والخبير الآثاري حامد حماد
أسرار وحقيقة الطلاسم والرموز الغير معروفة بالكتب القديمة

 بقلم: الباحث والخبير الآثاري

حامد حماد

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى