نابغونمبدعون

المهندس المصري الفذ “محمد مظهر”.. بين فنار الإسكندرية والقناطر الخيرية

مؤكد نسمع جميعاً عن ذلك الشارع العريق الذي يقع في حي الزمالك –حي السفارات والسفراء والأعيان- وهو شارع محمد مظهر.. ولكن غير المؤكد أننا نعرف من هو محمد مظهر الذي ينسب إليه الشارع العريق..

صاحب الشارع هو المهندس المصري الفذ، محمد مظهر الذي درس في مصر واختاره محمد على باشا ليكون ضمن أول البعثات الدراسية التي أرسلها إلى فرنسا عام1826 من الميلاد ليدرس الهندسة البحرية.

كان عدد أعضاء هذه البعثة الكبرى 44 طالباً برئاسة “مسيو جومار” وهي البعثة التي كان رفاعة رافع الطهطاوي إماما لها..

تتلمذ محمد مظهر على يد فليسوف فرنسا الكبير جوزيف كونت، ودرس الرياضايات والهندسة البحرية وسنه حينئذ 17 عاماً.

وعندما انهى محمد مظهر دراسته في فرنسا قدموه إلى “جون استيورات ميل” كواحد من أنبغ الناجحين، إذ جاء ترتيبه السابع بين 60 فرنسياً..

شارع محمد مظهر بحي الزمالك العريق
شارع محمد مظهر بحي الزمالك العريق

العودة إلى مصر

عندما عاد محمد مظهر إلى مصر قام محمد على بتعيينه ناظرا لمدرسة المدفعية “الطوبجية” في طره ومنحه رتبة البكباشي.. ثم عهد محمد على إليه ببناء فنار الإسكندرية الكبير القائم بطرف شبه جزيرة رأس التين، وهو من أجل أعماله.

وفي عام 1844 شارك المهندس محمد مظهر في إنشاء حوض لترميم السفن. ولكن عمله الكبير كان المشاركة في إنشاء القناطر الخيرية التي كانت معجزة هندسية عالمية حينئذ، إذ عمل مساعداً للمهندس الكبير “موجيل بك” هو ومصطفى بهجت. وتخصص مظهر بالإشراف على إنشاء قناطر فرع رشيد.

الأميرالاي محمد مظهر

وبسبب عبقريته أنعم عليه محمد على باشا برتبة أميرالاي. وعندما ظهرت ضرورة تدعم هذه القناطر أرسله غسماعيل باشا إلي فرسنا للتشاور مع المهندس موجيل بك لوضع برنامج صيانة وإصلاح عيون هذه القناطر وكان محمد مظهر يرسل إلى مصطفى بهجت تفاصيل كيفية إصلاح هذه القناطر وبعد أن أثبت نجاحاً كبيراً أنعم عليه الخديو إسماعيل برتبة الميرميران وبالتالي الباشوية.

ثناء كلوت بك على محمد مظهر

كتب عنه الدكتور كلوت بك منشىء أول مدرسة للطب في مصر: “محمد مظهر أفندي لنا الحق أن نفخر به. وهو المهندس المصري الذي تلقى العلم في فرنسا ويوجب مدحه والثناء عليه..” ورغم أنه كان أحد ثلاثة درسوا الهندسة البحرية في فرنسا إلا أن أحداً لم يعرف مصير المهندسين الآخرين وهما سليمان أفندي البحيري وعلى أفندي.

أما زميله في البعثة الأولى الكبرى – مصطفى بهجت – فقد تلقى علومه بمدرسة قصر العيني وكانت تعد للدراسة بالمدارسة الحربية والعالية. والتحق بمدرسة المهندسخانة في القلعة، وسافر إلى فرنسا ضمن البعثة الأولى وعاش هناك 10 سنوات.

وهكذا سيظل محمد مظهر العلامة الذي ذهب إلى عاصمة النور علماً على أهم شوارع الزمالك..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى