
تعرف في العالم العربي بأغانيه الوطنية والتي كانت تحمل رسائل اجتماعية وسياسية. ومن أشهر أعماله الوطنية “الأرض” و”الشعب يريد” و”الأمة العربية” و”الحرية” و”العدالة” و”الوحدة”.
-
غاري روفكون : عالم الوراثة المبتكر والحائز على جائزة نوبلأكتوبر 13, 2024
-
هان كانغ .. أول روائية كورية جنوبية تفوز بجائزة نوبل للآدابأكتوبر 11, 2024
تعرف أيضًا بأعماله الفنية التي قدمها للمطربين والمطربات الشهيرين في مصر والعالم العربي، مثل أم كلثوم وفريد الأطرش وأسمهان ومحمد عبد الوهاب وشادية ونور الهدى ومحمد فوزي.
Table of Contents
مولد بيرم التونسي
ولد محمود محمد مصطفى بيرم، في حي الأنفوشي بالأسكندرية بشارع البوريني بالسيالة، في يوم 23 مارس عام 1893. وكان لبيرم أخت من أبيه تُسمى لبيبة والتي كانت تكبره بعشرين عاماً.
والتقى بيرم ذات يوم بأحد البنائين، الذين يأتون لخاله في نهاية الأسبوع لأخذ أجرتهم، وتجاذب الحديث معه، فروى له البناء قصة «السلك والوابور» وهي محاورة خفيفة الظل بين التلغراف والقطار، وعشق بيرم حديث هذا البناء فصار ينتظره كل أسبوع، ليروي له بعض القصص الشعبية التي يحفظها، وتطورت تلك الهواية الجديدة عند بيرم، إلى حد أنه أصبح لا يكتفي بسماعها بعد أن عرف مصدرها في حي الشمرلي؛ وبدأ يقتصد من مصروف يده ليشتري به من مكتبات هذا الحي كتب الأساطير الشعبية مثل «ألف ليلة وليلة»، «أبو زيد الهلالي»، «عنترة»، و «سيف بن ذي يزن»، وغيرها.
وكانت بعض تلك الأساطير تتخللها أبيات من الشعر، وجدت هوى في نفس الصبي، وأقبل على شراء دواوين الشعر التي كان يقرأها في نهم وشغف، إلى أن وقع في يده مجموعة من أشعار ابن الرومي ففُتن بها وعدها أمتع ماقرأ؛ وتعلم منها -كما كان يقول دائمًا- روح الهجاء، فكانت هي وأزجال محمد أفندي توفيق صاحب جريدة «حمارة منيتي» بداية سريان روح النقد اللاذع في دمه، وكان أسلوب محمد توفيق في هذه الجريدة قمة في السخرية.

واكتمل ارتشاف الطفل من الفن والأدب عندما سكن في منزلهم أستاذ تركي اسمه محمد طاهر، وقد رأى في بيرم ميله للشعر فأهداه كتاباً في فن العروض، وكان هذا الكتاب نقطة تحول في حياته؛ فما كاد يقرأه حتى بدأ محاولاته في عمل بعض الأزجال والأشعار.
وقرأ بيرم وهو في السابعة عشر كتابا في الصوفية لمحيى الدين بن عربي، وما إن قرأ الكتاب وحل ألغازه حتى بدأ يبحث عن كتب أخرى من هذا النوع فاشترى كتبًا؛ للمقريزي والغزالي والميداني، وقرأ في الأدب الشعبي لعبد الله النديم، وحفظ أزجال الشيخ النجار والشيخ القوصي، وحاول تقليدها.
تعليم بيرم التونسي
التحق بيرم التونسي بكُتاب الشيخ جاد الله، حينما أتم الرابعة من عمره، وكان الكُتاب يقع في حي زاوية خطاب الذي يتوسط بين حي الأنفوشي وحي الميدان الذي كان يقع فيه مصنع والده، فكان يخرج من الكُتاب إلى المصنع ليقضي باقي اليوم بعد الدراسة.
وكانت عقدة بيرم أنه بليد في الحساب، لا يعرف كتابة السبعة من الثمانية، لذا لم ينج من وطأة الفلقة في يوم من الأيام. ولم يعد يطيق الطفل قسوة الشيخ جاد عليه، فذهب لأبيه ذات يوم ليرجوه أن يرحمه من قسوة الشيخ ولكن الأب لم يأبه، وأجبره علي الذهاب للكُتاب، وكانت النتيجة عدم استيعاب الطفل لأي معلومات يقولها الشيخ، وبالتالي زيادة معاقبته، وعندئذ لم يجد الأب أي فائدة من تعليم الطفل الذي كان يطمع في رؤيته يوما ما فقيها في العلم، فاضطر لإخراجه من الكُتَّاب، ويجلسه مع أولاد عمه في دكان الحرير الذي يمتلكه.
ويحكي بيرم في مذكراته عن تلك الفترة من حياته أنه لم يستفد من الكتُاب إلا في الإلمام بمبادئ القراءة والكتابة فقط؛ فلم يكن للشيخ أي دور في تشجيعه على الثقافة أو النهم للمعرفة أو الاستدامة في القراءة.
وحاول والد بيرم أن يعود إلى محاولة جديدة لتعليمه، فأرسله إلى مسجد المرسي أبو العباس، حيث المعهد الديني، الذي كان يتردد عليه أغلب أبناء تجار الحي. وأقبل بيرم على ما كان يلقى في هذا المعهد من دروس في نهم وشغف، ولكنه لم يكمل دراسته في هذا المعهد حيث جاء موت أبيه ليوقفه عن دروسه.
بيرم التونسي .. تعاسة مبكرة
وفي العام الذي خرج فيه بيرم من الكُتاب، فُوجئ بحادثين: الحادث الأول هو مولد أخته وموتها بعد هذا الميلاد بثلاثة أيام، والحادث الثاني جاء عن طريق المصادفة، حينما اكتشفت أمه أن زوجها تزوج عليها سرًا من فنانة كانت تتردد على دكانه. وكان لهاتين الحادثتين أثر كبير على نفس الطفل حيث أصبح طفلًا حزينًا، لا يقبل اللعب مع الأطفال، وكان يكتفي بمراقبتهم وقت اللعب.
وزاد من ذلك الحزن وتلك التعاسة المبكرة موت الأب الذي لم يترك للأم والأخت والابن غير المنزل الذي يعيشون فيه، حيث استولت زوجة أبيه علي ثروته لحظة موته، والتي كانت خمسة ألاف جنيه ذهبًا، واستولى أبناء عمه على تجارة أبيه.
ونتيجة لذلك انقطع بيرم عن الدراسة وهو في الثانية عشرة من عمره، واضطر للالتحاق كصبي في محل بقالة، حيث أصبح رجل البيت، إلا أنه لم يستمر في هذا العمل حيث طُرد منه. ولم ينته الأمر عند هذا الحد من التعاسة حيث تزوجت أمه، والتحق بيرم بالعمل مع زوج أمه في عمله الشاق وكان يعمل بصناعة هوادج الجمال. ثم توفيت أمه عام 1910.

زواج بيرم التونسي
قرر بيرم الزواج وهو في السابعة عشر؛ خاصة بعدما ماتت أمه. فكلف شقيقته الكبرى للبحث له عن زوجة من أسرة محافظة في الحي، ووجدتها في ابنة تاجر عطارة، وتم الزواج وعاش معها في حجرة في بيت أبيها. ولكن الحياة كشرت عن أنيابها مبكرًا فأغلق بيرم محل البقالة الذي كان قد فتحه قبل الزواج، وأفلس، فلم يستسلم بيرم لذلك، فهو ليس وحده، وعلى عاتقه تقع مسئوليات زوجته، فباع المنزل الذي تركه له أبوه، وعمل في تجارة السمن من ثمن المنزل واشترى بباقي النقود بيتا صغيرا في الأنفوشي.
وماتت الزوجة بعد ست سنوات زواج؛ تاركة له ولدًا اسمُه محمد وبنتًا اسمها نعيمة. وحار الأب مع الطفلين، إذ لم يعرف كيف يعاملهما، وعندئذ لم يجد طريقًا سوى الزواج مرة ثانية، فيضطر بيرم للزواج مرة أخرى بعد 17 يوماً من موت الزوجة.
بيرم شاعراً
كاد بيرم أن يقنع تمامًا بعمله الجديد، ويمضي في الكفاح من أجله إلى نهاية المشوار، لولا أنه فوجئ ذات يوم بالمجلس البلدي في الإسكندرية، وهو يحجز على بيته الجديد، ويطالبه بمبلغ كبير كعوائد عن سنوات لا يعلم عنها شيئًا.
وكأن الدنيا أرادت بهذا الحدث أن تعلن عن مولد فنان، فقد اغتاظ بيرم، وقرر أن يرفع راية العصيان ضد المجلس البلدي بقصيدة يجعله فيها«مسخرة» في أفواه الناس، وهذه أجزاء من القصيدة تدل على نبرة السخرية والنقد التي بدأ بها بيرم حياته كشاعر ساخر، فيقول:
ونشرت القصيدة كاملة بجريدة «الأهالي» وفي الصفحة الأولى، وكانت أول قصيدة تُنشر لبيرم، وقد طُبع من العدد الذي نشرت فيه أربعة آلاف نسخة، وكانت النسخة تباع بخمسة مليمات، وأحدث نشرها دوياً؛ فلم يعد في الإسكندرية من لم يتكلم عنها، أو يحفظها أو يرددها، كما طلب موظفو المجلس البلدي ترجمتها إلى اللغات الأجنبية ليستطيعوا فهمها، فقد كانوا جميعاً من الأجانب.
ويقول بيرم:«لم اكتف بنشرها في الصحيفة، بل أصدرت كتيبًا يتضمنها، بعته بخمسة مليمات للنسخة الواحدة، فراج رواجًا عظيمًا وطبعت منه مائة ألف نسخة، وهكذا وجهني القدر إلى مهنة الأدب وسيلة للرزق، ثم دأبت على إصدار كتيبات صغيرة بها مختلف الانتقادات الاجتماعية».
بدأ بيرم بعد هذه القصيدة يتجه إلى الأدب؛ فترك التجارة واهتم بتأليف الشعر، إلا أنه أدرك بعد فترة أن الشعر وسيلة محدودة الانتشار بين شعب 95 في المائة منه لا يقرأون فاتجه إلى الزجل، ليقرب أفكاره إلى أذهان الغالبية العظمى من المصريين. وكانت أزجاله الأولى مليئة بالدعابة والنقد الصريح الذي يستهدف العلاج السريع لعيوب المجتمع، وكان يعتمد في لقطاته الزجلية على السرد القصصي، ليصور العلاقات الزوجية، ومشكلات الطلاق، والعادات الاجتماعية الساذجة الموجودة آنذاك، مثل حفلات الولادة والطهور والزار.
أبرز قصائد بيرم التونسي
- الْحَمْدُ لله
- السَّاعِد اللِّي بَنَى الْأَهْرَام
- السِّيَاسِي
- الصَّحَافَة
- الصُّلْب والْبِتْرُول
- الطَّيَرَان الْمَصْرِي قَبْل الثَّوْرَة
- أَلْف شُغْلَانَة
- الْقَرْع السُّلْطَانِي
- الْقَفَا!
- الْقَنَال
- إِيهْ نَابْنَا بَعْد الْحُرُوب؟
- بُولِيس سِيَاسِي
- تَصْرِيح ٢٨ فِبْرَايِر
- تِقْبَضْهَا وِتْبَلِّمْ
- سُوق الْهِتَاف
- سِيَاسَه مْدَبَّرَهْ ١٩٤٧
- شِرْكَة لله
- شُهُود مَلِك
- شُوف الْخَوَاجَة فُلَان
- الْحَمَاس
- ٧ مِلْيُون
- اسْتِقْلَال عَدْلِي
- أَعُوذُ بِالله
- الِاسْتِعْمَار
- الِاشْتِرَاكِيَّة
- إِلَى الْمَدْرَسَة