راهب برازيلي : تعتبر تقنية المناطيد أول وسيلة مكّنت الإنسان من الارتفاع في الغلاف الجوي باستعمال آلات اخف من الهواء، وبدأ تاريخ اختراع المناطيد مع نهاية القرن الثامن عشر بظهور مناطيد الهواء الساخن، ومن ثم الهيدروجين.
ودخلت المناطيد في منافسة مع وسائل النقل الجوي، حتى أصحبت مع بداية القرن الواحد والعشرين، نشاطا رياضيا وترفيهيا، وبقي استعمال البالونات مقتصرا على أنشطة علمية وخاصة للرصد الجوي، ومازالت بعض مشاريع المناطيد الموجهة تظهر من حين لآخر لنقل الحمولات الضخمة.
أول تجربة موثقة لارتفاع منطاد هواء ساخن يمكن أن تعتبر تلك التي قام بها الراهب البرازيلي “بارتولوميو دو قوسماو” أمام ملك البرتغال جون الخامس سنة 1709، وبلغ البالون المصنوع من الورق ارتفاع أربعة أمتار.
وقاما الأخوان “مونتقولفيي” بأول محاولتهما باستعمال بالون من الورق مليء بالهواء الساخن في 1782م، وتم أول ارتفاع لمنطاد هواء ساخن قرب ليون بفرنسا في 25 أبريل 1783م ووصلت إلى ارتفاع 300 متر.
قدم أول عرض في 4 يونيو 1783 حيث ارتفع المنطاد لأكثر من 1800متر، مما فتح لهما أبواب قصر فرساي وفي 19 سبتمبر من نفس العام، و بحضور الملك لويس السادس عشر أطلقا منطادا عرضه 13 مترا، وكان أول الراكبين “ديك وبطة وخروف” حلقوا لمسافة 3 كم على علو 500 متر وفتح بذلك المجال أمام المناطيد المأهولة.
وفي 1783م قام الفيزيائي جاك شارلز بمساعدة الأخوان روبارت بإطلاق أول منطاد بغاز مليء بالهيدروجان بباريس وحلق هذا المنطاد لمسافة 25 كم.
كانت مناطيد الهواء الساخن قليلة المناورة، ولذلك فكر العديد من المخترعين في جعلها قابلة للتحكم وأول محاولة ناجحة كانت عن طريق المهندس “هانري قيفارد” عام 1852م الذي استعمل آلة بخارية صغيرة بمروحة للتوجيه ولكن ثقل المحركات منعها من المناورة الجيدة، وفي عام 1884م قام المنطاد فرنسا برحلة لثماني كم مستعملا محركا الكتروني يزن 44 كغ و يشتغل بالبطريات للتوجيه.
وفتح اختراع المحرك المجال أمام تقدم تقنية المناطيد التي تمثلت في طيران الزبلين عبر المحيط الأطلسي، ولكنه نفس المحرك الذي جعل من الطائرات تتفوق على المناطيد.
أدت أحداث تحطم المناطيد في الحرب العالمية الثانية إلى التخلي عن استعمالها في الطيران التجاري وبقيت استعمالاتها محصورة في المجالات الرياضية والعلمية.
في 28 مايو 1931م قام كل من “اجوست بيكارد” ومساعده “بول كيبفال” بتحطيم الرقم القياسي للارتفاع : بصعودهم 16 ألف متر في الستراتوسفير، باستعمال قمرة محصنة، وكان الهدف دراسة الأشعة الكونية.
أما تاريخ أول عبور للمحيط الهادي في منطاد بالغاز وبدون تحكم تم في 1978م، وفي 1999، حيث قام كل من بارتراند بيكارد وبراين جونس بالدوران حول الأرض بدون توقف، بقطع 46.759 كم في 19 يوما، حيث انطلقا من سويسرا وحطوا في مصر.