شكسبير : من أعظم الشعراء والكتاب المسرحيين الإنكليز، ومن أبرز الشخصيات التي أثرت في الأدب العالمي، وصف بشاعر انجلترا الوطني، تميز بعبقريته، وغزارة إنتاجه الأدبي، أبدع العديد من المسرحيات الكوميدية والأعمال التراجيدية التي أكسبته شهرة واسعة مثل عطيل وهاملت والملك لير وروميو وجولييت.
وُلد الأديب الكبير وليم شكسبير في 26 ابريل من عام 1564م لأبوين من الطبقة الوسطى في بلدة تجارية صغيرة تسمى ستراتفورد ـ أبون ـ آفون، وكان الثالث من بين ثمانية أطفال في عائلته التي كانت تتمتع بمكانة مرموقة في المدينة، حيث اختير والده عضوًا في المجلس التشريعي للبلدة، وانتُخب بعد ثلاث سنوات رئيسًا للمجلس البلدي، وكان هذا من أرفع المناصب التي يمكن أن يصل إليها شخص في البلدة.
شغل والده بعد ذلك عدة مناصب مدنية في ستراتفورد، لكنه عانى من مشاكل مالية في نهاية حياته، ومن المرجح أن يكون وليم شكسبير قد دخل المدرسة في ستراتفورد، مع أقرانه من أبناء الطبقة الاجتماعية ذاتها وكانت معرفة اللاتينية آنذاك إحدى الدلالات على دراية الإنسان وثقافته.
تزوج شكسبير من آن هاثاواي في نوفمبر من عام 1582م ، وكان في الثامنة عشرة من عمره، بينما كانت زوجته في السادسة والعشرين، وقد أنجب منها شكسبير بنتان.
لا يعرف الباحثون إلى أية فرقة أو فريق انضم شكسبير قبل عام 1594م، غير أنه من المؤكد أنه كان مساهماً في فرقة تدعى رجال اللورد تشامبرلين حسبما تُُبَيِِّّن وثيقة قيد مالي تفيد بأنه دفع لشكسبير وزملائه الممثلين في الفرقة مقابل عروضهم في بلاط الملكة إليزابيث وقد بقي شكسبير حتى نهاية حياته المسرحية عضواً بارزاً في هذه الفرقة؛ التي كانت من أشهر الفرق المسرحية في لندن وبحلول عام 1594م كانت ست مسرحيات شكسبيرية قد عرضت بلندن.
ويمكن تقسيم مراحل إنتاج شكسبير الأدبي إلى مراحل أربع: أولاها المرحلة التي تبدأ من عام 1590م وحتى عام 1594م وتحوي مجموعة من المسرحيات التاريخية منها “كوميديا الأغلاط” و”هنري السادس” و”تيتوس أندرونيكوس” و”السيدان من فيرونا” و”جهد الحب الضائع” و”الملك جون” و”ريتشارد الثالث” و”ترويض النمرة”.
أما المرحلة الثانية فهي المرحلة الغنائية وتبدأ من عام 1595م وحتى عام 1600م وتشتمل على معظم قصائده الشهيرة وبعض مسرحياته الخفية، مثل “ريتشارد الثاني” و”حلم منتصف ليلة صيف” و”تاجر البندقية” التي ترجمت جميعها إلى العربية مع بعض من روائعه الشهيرة مثل “روميو وجولييت” و”هنري الخامس” ويوليوس قيصر” و”كما تهواه”، ومن مسرحيات هذه المرحلة كذلك “زوجات وندسور المرحات” و”ضجيج ولا طحن”.
وتأتي المرحلة الثالثة وهي أهم المراحل على الإطلاق، حيث تمثل قمة نضوجه الفني وهي المرحلة التي كتب فيها شكسبير أعظم مسرحياته التراجيدية، مثل “هاملت” و”عطيل” و”الملك لير” و”مكبث” و”أنتوني وكليوباترا” و”بركليز” و”كريو لينس” و”دقة بدقة” و”بتمون الأثيني” وخير ما انتهى بخير”، وقد ترجم معظمها أيضاً إلى العربية.
أما المرحلة الرابعة فهي المرحلة التي اختتم بها شكسبير حياته الفنية وتمتد من عام 1609م وحتى عام 1613م، وقد اشتملت على مسرحيات “هنري الثامن” و”العاصفة”، وعلى مسرحيتي “قصة الشتاء” و”سمبلين”، وفي هذه المرحلة تميزت أعماله بالعواطف النفسية العنيفة وقد خبت وتحولت في نفس الشاعر إلى نظرة تقبل ورضى وأمل وتأمل.
هذا وقد كان لشكسبير أثره الكبير في آداب جميع الأمم على الإطلاق، وتأثر به جميع الكتاب والشعراء والأدباء في كل بلدان العالم وفي كل العصور، في القارة الأوروبية وفي الأمريكتين، وفي غير ذلك من القارات في القرن السابع عشر والثامن عشر والقرن التاسع عشر خاصة وحتى في القرن العشرين.
وبعد عام 1612م تقاعد شكسبير من المسرح وعاد إلي بيته وقام بكتابة وصيته التي أوصى فيها بإرثه إلي زوجته ومات شكسبير في يوم 23 ابريل من عام 1616م ودفن بعدها بيومين في كنيسة ستراتفورد.