مشروع زراعة الزعفران بالزراعة الهوائية: ثورة في عالم التوابل الثمينة

الزعفران، المعروف بـ “الذهب الأحمر”، هو أحد أغلى التوابل في العالم. ويتميز بطعمه الفريد ورائحته الزكية واستخداماته المتعددة في الطهي والعلاج. ولكن زراعته التقليدية تتطلب تربة خصبة ومناخًا محددًا، مما يحد من إنتاجه ويجعله مكلفًا. هنا تبرز تقنية الزراعة الهوائية كبديل واعد ومبتكر.

ما هي الزراعة الهوائية؟

الزراعة الهوائية هي تقنية زراعة النباتات بدون تربة، حيث يتم تعليق جذورها في الهواء وتزويدها بالعناصر الغذائية الضرورية عبر رذاذ الماء المخصب. تتميز هذه التقنية بالعديد من المزايا، منها:

توفير المساحة: يمكن تطبيق الزراعة الهوائية في مساحات صغيرة، عموديًا أو أفقيًا، مما يجعلها مثالية للمدن والمناطق ذات الأراضي المحدودة.
ترشيد استهلاك المياه: تستهلك الزراعة الهوائية كمية أقل من المياه مقارنة بالزراعة التقليدية، حيث يتم إعادة تدوير المياه المستخدمة في الرذاذ.
تحسين جودة المحصول: تتيح الزراعة الهوائية التحكم الدقيق في بيئة النمو، مما يساعد على إنتاج زعفران عالي الجودة.
الاستدامة البيئية: تساهم الزراعة الهوائية في الحفاظ على التربة والحد من استخدام المبيدات الحشرية.

تطبيق الزراعة الهوائية في زراعة الزعفران

يمكن تطبيق الزراعة الهوائية لزراعة الزعفران باتباع الخطوات التالية:
اختيار البُّصيلات: يجب اختيار بُصيلات زعفران صحية وذات جودة عالية.
تحضير نظام الزراعة الهوائية: يوجد العديد من أنظمة الزراعة الهوائية، مثل النظام المغلق والنظام المفتوح. يجب اختيار النظام المناسب حسب الميزانية والمساحة المتاحة.
توفير العناصر الغذائية: يجب توفير العناصر الغذائية الضرورية للزعفران عبر رذاذ الماء المخصب.
المراقبة والتحكم: يجب مراقبة درجة الحرارة والرطوبة والإضاءة لضمان بيئة نمو مثالية للزعفران.

فوائد مشروع زراعة الزعفران بالزراعة الهوائية

زيادة الإنتاج: يمكن للزراعة الهوائية زيادة إنتاج الزعفران بشكل كبير مقارنة بالزراعة التقليدية.
تقليل التكاليف: على المدى الطويل، يمكن للزراعة الهوائية تقليل تكاليف الإنتاج، خاصة فيما يتعلق بالمياه والأسمدة.
تحسين الجودة: تتيح الزراعة الهوائية إنتاج زعفران عالي الجودة وخالي من الملوثات.
الاستثمار المربح: يُعد الزعفران من التوابل ذات القيمة السوقية العالية، مما يجعل مشروع زراعته بالزراعة الهوائية استثمارًا مربحًا.

التحديات

على الرغم من المزايا العديدة، تواجه الزراعة الهوائية بعض التحديات، منها:
التكلفة الأولية: تتطلب إنشاء نظام الزراعة الهوائية تكلفة أولية عالية.
المعرفة التقنية: يتطلب تطبيق الزراعة الهوائية معرفة تقنية في مجال الزراعة والهندسة.
الأمراض والآفات: يتطلب نظام الزراعة الهوائية مراقبة دقيقة للوقاية من الأمراض والآفات.

في تجربة نوعية في محافظة جرش، أثبتت المهندسة الزراعية لينا أبو دلبوح أن زراعة الزعفران -وهو أغلى التوابل في العالم- يمكنها أن تتحدى قساوة المناخ، وأن توطن نفسها ضمن المزروعات الحديثة التي اقتحمت البيئة، وتحقق إنتاجا ذا جدوى اقتصادية.

وفي حديقة منزلها في بلدة الكفير شرق محافظة جرش تبدي الدلابيح، سعادتها بزراعة الزعفران، في محاولة لإيجاد أفضل الطرق لزراعة الزعفران وأكثرها فاعلية وقدرة على مواجهة حرارة الطقس، مسخّرة لتحقيق هذا الحلم أساليب مبتكرة في الزراعة، وأحدث تقنيات السقي وظروف التبريد.

وتؤكد المهندسة الزراعية لينا خالد أبو دلبوح: أن مشروع الزراعة الهوائية للزعفران والزراعة التقليدية تتم مع نهاية شهر ٩ في غرفة مغلقة تحتوي على أجهزة ومعدات للحفاظ على نسبة الرطوبة والبرودة المناسبة لنمو أزهار الزعفران وتبين أنه في هذه الطريقة تُوَفَّر نسبة 70 بالمئة من استخدام المياه للري حيث يُسْتَخْدَم مياه الري والأمطار لمدة أربعة أشهر بدلا من تسعة أشهر
وأضافت أنه في نهاية شهر 11 يُقْطَف أزهار الزعفران، ونقل الأبصال لزراعتها في التربة لاستكمال عملية التكاثر.

وتضيف أن من أهم الصعوبات تكلفة أبصال الزعفران الباهضة الثمن، بالإضافة إلى صعوبة التسويق والتعبئة والتغليف. مشيرة إلى أنها تطمح لعمل منتجات عديدة من نبات الزعفران منها التجميلية والغذائية وتطمح أيضا للحصول على منحة دراسية في إحدى الجامعات الأردنية.

مستقبل زراعة الزعفران

من المتوقع أن تلعب الزراعة الهوائية دورًا كبيرًا في مستقبل زراعة الزعفران. فهي توفر حلاً مبتكرًا للتغلب على تحديات الزراعة التقليدية وتحقيق إنتاج مستدام وعالي الجودة من هذا التابل الثمين.
هل أنت مستعد لثورة “الذهب الأحمر”؟