أعلن عالم الفلك لوط بوناطيرو عن اختراعه نمط بناء جديد قادر على التصدي للزلازل، والاختراع خاص بمواد بناء قادرة على امتصاص الصدمات التي تتسبب فيها مختلف الكوارث الطبيعية بدءا بالزلازل إلى الفيضانات فالحرائق وما إليها مما يهدد المباني السكنية والمرافق العمومية.
وضع وبوناطيرو -أشهر علماء الفلك والفيزياء الفلكية في الجزائر- اللمسات الأخيرة على الاختراع، مشيراً إلى أن نمط البناء الجديد سيقلص بشكل غير مسبوق الخسائر الناجمة عن الكوارث الطبيعية المختلفة سواء تعلق الأمر بالأرواح البشرية أو الممتلكات.
يقول بوناطيرو: “طورت مشاريع لإنجاز بنايات إسلامية ذكية مضادة لكل الكوارث الطبيعية، لأنها تستجيب لمقاييس البيئة، تعتمد أساساً على الشكل، معززا المشروع باقتراح مواد بناء جديدة لرفع عنصر الأمان والسلامة. والتي تم تجربتها في كندا وأثمرت عن نتائج جدّ مشجعة”.
وأضاف: “تعتمد هذه البنايات على طريقة جديدة في تشييدها، فبعد أن نقوم ببناء جدارين لكل حائط، نضع عازل بلاستكي بينهما، بهدف الحفاظ أولاً على درجة الحرارة الداخلية، ما يجنبنا الإفراط في استعمال الطاقة، فمثلاً إذا شبّ حريق في شقة، يتم التحكم فيه بسرعة، لأن العازل البلاستكي والجدارين يجعلان الالتهاب بطيء”.
وأشار العالم الجزائري أنه قام بإدخال عنصر الثقل، فالأشكال الدائرية والمتوازية تساعد على توزيع الكتلة، وهذا ما استخلصه بوناطيرو من طريقة بناء المساجد، فمهما كانت قوة الزلزال فإن شكل البناء يُعطّل من مفعوله أضراره.
أما فيما يخص الفيضانات فيقول: “اقترحنا بنايات على شكل طائرات تجعل الماء يدور حولها دون أن يحدث أي ضرر، وأخيراً أضفنا عمود حديدي يمتد من فوق البناية إلى قاعدتها للحماية من خواطر “الصاعقة”، إذ يعمل العمود على امتصاص الشحنة الكهربائية التي تُحدث أحياناً أضراراً بليغة تصل إلى حد وفاة الأشخاص”.
ويؤكد عالم الفلك الجزائري أن ما دعاه إلى التفكير في ابتكاره كثرة الزلازل والبراكين التي ستكثر في الفترات القادمة لسببين أحدهما طبيعي والثاني بفعل الإنسان.
ويقول في هذا الصدد: “الشمس لها دورات وأهمها دورة 11 سنة، وحين تكون في الذروة، تكثر الزلازل والكوارث، والتغيرات الجوية، لتنخفض تدريجياً إلى غاية اكتمال الدورة، وهي دورة فلكية عادية”.
“أما العامل الثاني: فهو من صُنع يد الإنسان، بسبب التلوث، وقد لا تصدقون إن قلنا لكم أن المصانع وحدها تخلف حوالي 7 مليارات طن من أوكسيد الكربون، أي ما يمثل 80٪ من المجموع، بإضافة نسبة 20٪ التي تشمل عوامل النبات والبراكين. فتصوروا التكاثف المستمر لغاز ثاني أوكسيد الكربون الذي يؤدي بصفة مباشرة إلى تقليص طبقة الأوزون التي ينجرّ عنها الارتفاع الشديد للحرارة، وهذا ما يمكن أن يؤدي إلى ذوبان الثلوج في القطبين الشمالي والجنوبي وغرق أجزاء من اليابسة”.
وبوناطيرو يعتبر أول عربي يحصل على المرتبة الأولى في الاختراعات الجديدة، بعد أن كشف عن آخر اختراعاته في لندن، ومنها “الساعة الكونية” التي تجمع وظائف خمسة أنواع من الساعات، وكان ذلك سنة 2000. ليعود الدكتور إلى الواجهة بعد ست سنوات من البحوث المعمّقة، باختراعه لنظام بنايات إسلامية ذكية تقاوم كل الكوارث الطبيعية المحتملة (زلازل، فيضانات، أعاصير.. إلخ)، ونظير هذا الاختراع حصد الباحث الجزائري لوط بوناطيرو أربع تكريمات: اثنتان في لندن من طرف مؤسسة المتبرعين، في شهر أكتوبر 2006، ثم تلاه تكريم بروكسل دائماً لنفس الاختراع. أما عربياً، فلقد كانت الإمارات العربية السبّاقة لتكريمه في أبوظبي شهر ديسمبر 2006، هذا بالإضافة للعديد من الجوائز التي تلقاها عبر مختلف ولايات الوطن.