المجلةبنك المعلومات

يوم الهندسة .. لا زال في مصر قصص تروى

القصة بدأت سؤالاً في عقل طالب صغير داخل لتوه إلى أحد كليات الهندسة في جامعات الأقاليم في مصر (هندسة الزقازيق)، هذا السؤال والذي لا يزال يسأل، ولا يزالون يبحثون له عن إجابة في أرض الواقع: لماذا لا تتحول أفكار الشباب في كليات الهندسة الكثيرة في مصر والتي تتمثل في مشاريع تخرجهم إلى شيء يفيد الصناعة في بلادنا؟ تحول السؤال إلى مبادرة داخل الكلية هي “الرابطة العلمية”، نظمت الرابطة معرضا لمشروعات تخرج طلاب الكلية عام 97/1998، ثم تحولت الرابطة إلى أول فرع طلابي فعال لـ IEEE في مصر، ومن فرع جامعي واحد فعال إلى 6 فروع جامعية، ومن هذه الفروع حضر طالبان المؤتمر الدولي الثاني للفروع الطلابية لـ IEEE المنعقد في هولندا عام 2000 ولدى سؤال منظمو المؤتمر للحضور من منكم مستعد لتنظيم المؤتمر الدولي الثالث، رفع الطالبان أيديهما، ونظموا المؤتمر بالفعل عام 2002 بشكل ناجح، ومن ثم قرر ممثلو الفروع الطلابية المصرية في اجتماعهم عام 2002 تنظيم يوم الهندسة المصري ليكون معرضا لمشاريع التخرج لطلاب الهندسة في مصر، ومن ثم كان أول يوم للهندسة المصري في يوليو من عام 2002.

منذ هذه البداية البسيطة سطر طلاب وشباب الهندسة في مصر قصة نجاح تستحق أن تروى في تقديم النفع العام بطريقة احترافية :

  • نجاح في تحويل الفكرة إلى عمل مؤسسي مستدام.
  • أتى هذا النجاح عبر تمليك الفكرة للناس، والناس هنا هم الشباب المتطوع في الدورات الأولى ليوم الهندسة المصري والذين باتوا يديرون العمل الآن، بينما تراجع المؤسسون إلى الصفوف الخلفية.
  • نجاح في التعاون بين الشباب على اختلاف توجهاتهم ومشاربهم، ممن وضعوا المنفعة العامة كأولوية حتى حينما انقسم المجتمع شيعا وأحزابا.
  • نجاح في تحويل الحدث إلى منصة تلتقي عليها الجهود الأهلية الشبابية التطوعية مع الدعم الحكومي والخاص.
  • نجاح في استمرار هذه الحالة من التوافق بالرغم من التقلبات السياسية الحادة التي شهدتها البلاد خاصة منذ ثورة 25 يناير.
  • نجاح في إطلاق مبادرات أخرى لدعم تحقيق الهدف الأسمى (لقاء الابتكارات الهندسية/ مشكلات واحتياجات الصناعة الوطنية)، وذلك من خلال إطلاق مسابقة صنع في مصر عام 05/2006 والتي تستهدف إنطلاق طلاب الهندسة بعد السنة الثالثة بالكلية للبحث في مشكلات الصناعة الحقيقية وابتكار حلول مناسبة لها، في إطار مسابقة لا زالت تجرى كل عام، وتجري نهائياتها في يوم الهندسة المصري.
  • النجاح في الانطلاق إلى التعليم قبل الجامعي من خلال تنظيم مسابقة مدينة المستقبل Future City لخلق روح التفكير الابتكاري بين شريحة أوسع من طلاب المدارس، وبحيث تنعقد النهائيات في يوم الهندسة المصري أيضا.
  • أثمرت هذه الحالة من الحراك عن إنشاء الحكومة لبرنامج دعم المشاريع المرتبطة بالصناعة وعن إنشاء كثير من شركات القطاع الخاص لصناديق لدعم المشاريع التي تحل مشكلات الصناعة في هذا القطاع.
  • كما أثمرت حالة الحراك هذه عن انطلاق عشرات من مشاريع ريادة الأعمال التكنولوجية والتي قام بها شباب ممن تطوعوا من قبل في أنشطة صنع في مصر أو يوم الهندسة المصري.
  • نجاح يوم الهندسة المصري جعل المبادرين بفكرون في نقل الفكرة إلى قطاعات أخرى جديدة في مصر، ويركزون بالأساس على قطاعي الزراعة والبيطرة، ويحلمون بـ “يوم الزراعة والبيطرة المصري” يبدأ بأنشطة ومبادرات طلابية وشبابية، يساهم فيها الطلاب والشباب في كليات الزراعة والطب البيطري في مشكلات واحتياجات هذا القطاع وتقديم حلول ابتكارية لها، وتحويل أفكارهم إلى مشاريع ريادية…فالأحلام لا تتوقف، وعزائم الشباب متقدة.

 

يوم الهندسة المصرية 1

 

  • قد لا يكون الظرف مواتيا لانطلاق وتأثير أوسع مدى لمثل تلك النقاط المضيئة، لكن الوجود والاستمرار بحد ذاته كافيان لأن يقتبس بعض الشباب قبسات من أنوار تلك المبادرات فينطلقون في العمران ونفع الناس ونفع أنفسهم، والنجاح بلا شك يعدي ويغري بالمزيد.

للمزيد طالعوا:

موقع يوم الهندسة المصري:

http://www.eed.eg/

موقع مسابقة صنع في مصر

http://www.miecompetition.org/

موقع مسابقة مدينة المستقبل

http://gold.eed.eg/future-city/

رابط صفحة الدكتور مجدى سعيد على الفيس بوك

https://www.facebook.com/magdy.said.96558?fref=nf

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى