بنك المعلوماتالمجلة

الفضاء السبراني وتحولات الإبداع لعبد الحميد بسيوني.

الفضاء السبراني وتحولات الإبداع لعبد الحميد بسيوني

 

 

الفضاء السبراني : يتناول هذا الكتاب «الفضاء السبراني وتحولات الإبداع» للباحث والمهندس عبدالحميد بسيوني والصادر أخيرا عن مؤسسة أروقة للنشر بوابات التحول التي قادت إلى إنتاج الأدب السبراني وتطور وتغيرات شبكة الإنترنت والنشر الإلكتروني والكتاب الإلكتروني والرقمي، ومغادرة الكتاب سجن الرقمنة وصولا إلى المكتبات الرقمية واستكشاف واسترجاع المعلومات، ومتابعة تغيرات وتأثيرات شبكة خيوط العنكبوت والحوسبة المتنقلة وأجيال ويب والتنقيب بالبيانات واستخلاص المعرفة والتنقيب بالنصوص وحوسبة السَّحابة. حيث يرى المؤلف أن إبداعات الوسائط المتعددة من رسوم الحاسب والعروض والرسوم المتحركة والفيديو الرقمي وألعاب الحاسب أسهمت في الإبداع السبراني، كما أضافت معدات وتطبيقات الواقع الافتراضي المزيد من المحتوى والتصورات، وواصلت مجالات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التدخل في الإبداع بمعالجة اللغات الطبيعية والترجمة الآلية والرؤية في الحاسب والقن الآلي (أو الروبوت) وتعلم الآلة والنظم الخبيرة والشبكات العصبية الاصطناعية والوكيل الذكي، وعندما جاءت تقنية النانو أتت بالعجائب الصغيرة وتدخلت في الكتاب والمكتبات حتى أسهمت بالتفرد وزرع الأعضاء الكربونية والتقارب التكنولوجي وأحلام الخلود.

ويؤكد أنه مع التطور نشأت السبرانية والفضاء السبراني، فتبدأ تحولات الإبداعات وما بعد الرقمية مع تناقضات الفضاء السبراني والتغيير والتدوين والإعلام الجديد وحروب الفضاء السبراني ليبدأ سرد تاريخ الإبداع الأدبي في الفضاء السبراني بداية من نشر الأدب على الإنترنت، وأنواع الإبداع الأدبي السبراني بالنص التشعبي والوسائط التشعبية وتفكيك السرد واختفاء الخطية، والكتابة الجماعية، والقصيدة الصوتية وشعر الوسائط المتعددة، والأدب التوليدي، والحاسب وتوليد الشعر، ومولدات النصوص الاندماجية والآلية، والقصيدة المرئية والمتحركة، وأدب المزيج والأشكال الهجينة والتفاعلية، وتتغير مفاهيم المؤلف والنص والناقد والقارئ وجماليات الأدب السبراني في نماذج الإبداع الجديد، ومع ذلك يبقى المستقبل والإنسان المبدع وتبقى الآلات «آلات”.

ويشير إلى أن التحول من المكتبات التقليدية إلى رقمية ليس مجرد تطور تقني لكنه يحتاج تغيير نموذج الوصول إلى المعلومات والتفاعل معها، وسوف تكون مكتبة المستقبل بسمات أنها تحتوي جميع المعارف المسجلة على الخط، موزعة ومحفوظة على صعيد عالمي، يمكن الوصول إليها عن طريق أيّ شخص وبأيّ لغة وفي أيّ وقت وعلى أيّ مكان على الأرض عن طريق الإنترنت، تتصرف بوصفها موارد المعلومات للقرن الحادي والعشرين.

ويقول إن «تقنية المعلومات علم جمع وتخزين واسترجاع المعلومات، وهي أيضًا مجالات المعرفة العلمية والتقنية والهندسية والأساليب الإدارية المستخدمة في تناول ومعالجة المعلومات وتطبيقاتها وتفاعل الحاسبات والأجهزة مع الإنسان، ومشاركتها في الأمور الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، أو تقنية المعلومات علم معالجة المعلومات خاصة بواسطة الحاسب واستخدامه للمساعدة في توصيل المعرفة في الحقول الفنية والاقتصادية والاجتماعية. يبحث المستفيدون عن المعلومات لأسباب عديدة مختلفة ويستخدمون استراتيجيات مختلفة في البحث عنها، وأحيانا يبحثون عن حقائق محددة، وأحيانا يبحثون بهدف استكشاف موضوع معين، ومن النادر ألا تواجههم مشكلة قياسية في استرجاع المعلومات، وهي العثور على كل مادة متعلقة بموضوع تم تحديده تحديدا دقيقا، وبأقل عدد من المواد غير الصالحة. توجد كمية ضخمة من المعلومات على شبكة ويب، وهناك خدمات متاحة على ويب تساعد في العثور على المعلومات تسمى أدوات البحث، وعادة ما تعمل بإحدى الطريقتين الرئيسيتين وهما: الأدلة، والفهارس أو محركات البحث”.

ويرى أن استرجاع وبحث المعلومات الموزعة المنتشرة عبر الشبكات ونظم الحاسبات هو جزء من التحدي الواسع للتشغيل المتداخل الذي تواجهه المكتبات الرقمية، وتعتمد نظم استرجاع المعلومات والمكتبات الرقمية في كفاءتها على مدى قدرة المستفيدين من الاستفادة بأقصى قدر من الأدوات المتوافرة من أجل الوصول إلى المعلومات واستكشاف المعلومات بالبحث المباشر أو التصفح المصطلح العام للاستكشاف غير المنظم لجسم المعلومات. كما أن برامج تصفح ويب من أكثر النظم استخداما لأغراض البحث الموزع، وكلها نظم آلية تقوم بتكشيف المواد المتاحة على الإنترنت، كما شجعت تطورات الذكاء الاصطناعي والوكيل الذكي وتقنية النانو وويب الدلالة على زيادة استخدامها في البحث والمكتبات الرقمية، وتطوير أدوات المعالجة بالبحث الذكيّ ووكلاء البحث والبحث في المضمون.

وحول تحديات النشر الإلكتروني يتساءل المؤلف إلى أنه إذا كانت التقنيات تجعل تقنيات النشر الإلكتروني والكتاب الرقمي والمكتبات الرقمية مغرية إلى هذا الحد فما الذي يمنع من اللحاق بها بأقصى سرعة؟ ويقول «الواقع أنه على الرغم من فوائدها وعوائدها فمازالت تواجه تحديات التغيير والتحديات الحالية والمستقبلية في المجالات التقنية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية والسياسة العامة، وتحديات خصائص المعلومات وتسويق المحتوى. ولفهم ما تتوجه إليه تلك التقنيات لا يجب النظر فقط إلى البيئة الحالية التي تحدد أدوار المبدعين والناشرين والمستفيدين ومؤسسات الطرف الثالث في عملية النشر، بل يجب النظر أيضًا إلى احتمالات ما يمكن تحقيقه مع التقنيات الجديدة التي تمكن أن تساهم في تبادل المعارف والمعلومات بطرق لم يسبق لها مثيل، ذلك أن فهم هذه الاحتمالات سوف يؤدي إلى مزيد من وضوح التعقيدات”.

ويلفت إلى أن صناعة النشر الإلكتروني أيضًا تواجه الكثير من تحديات ومشاكل صناعة النشر التقليدية بالإضافة إلى تلك التحديات المرتبطة بالبيئة الإلكترونية من حيث الحجم، والإتاحة، والمحتوى، والقوانين، ومشاكل الاستثمارات والعوائد، ومشاكل حقوق الملكية الفكرية والسرقات، والتحديات الفنية في التوثيق والرقمنة، والمخاطر الأمنية من التخريب أو التغيير، ومشاكل التوزيع، وضعف التسويق، والعزوف عن القراءة، وانتشار بث وسائل الإعلام ووسائل الترفيه في شبكات المعلومات والاتصالات، وانتشار شبكات المعلومات، وعدم قبول اللجان الأكاديمية لها كمواد بحث شرعية، وعدم الألفة وعدم الثقة، كما يواجه النشر الإلكتروني في المنطقة العربية تحديات إضافية وخاصة ينبع الكثير منها في مجال التعامل مع اللغة العربية وقضايا الترجمة والمصطلح والبحث، وأميّة القراءة والكتابة وأميّة الحوسبة، وتدني المرافق والخدمات الضرورية وحرية تداول المعلومات، ومعرفة تأثيرات التغيرات، والاقتصاد، والثقافة والقيم.

ويوضح أن هناك عددا من المجالات الفنية ذات أهمية خاصة بالنسبة إلى النشر الإلكتروني فالتخزين الإلكتروني يصبح أرخص من التخزين الورقي، وأجهزة العرض في الحاسبات تصبح أكثر راحة في الاستخدام، ويزيد انتشار الشبكات الأكثر سرعة، وتتوافر الحوسبة المحمولة، إلا أن ذلك يعني المزيد من التطور، وهو ما يترك الأبواب مفتوحة على مصراعيها للتنوع والاختلاف دون الاتجاه نحو معيارية قياسية، ويطرح أهم التحديات الكبيرة التي تواجه تطوير النشر الإلكتروني والتي تتمثل في: بناء نظم تستفيد من مزايا التقنيات الحديثة، وتتمكن أيضًا في الوقت نفسه من العمل بأداء جيد في الظروف الأقل مثالية، ومع ذلك فإن التحديات التقنية لا تشمل فقط المعايير لكنها أيضًا تشمل حدود وآفاق التطور بحد ذاته. ذلك أنه مهما كان شكل النشر الإلكتروني فإنه يعتمد على الأجهزة والبرمجيات، وهي إشكالية تطرح العديد من مشاكل قابلية التشغيل البيني، والتطور، والمنافسة، والمعايير القياسية، وتوجّهات الشركات والناشرين. وفي جميع هذه الأحوال تقدم التقنية الأساليب والطرق التقنية والوسائط المختلفة للتخزين والعرض والنقل والبث باستخدام أدوات العتاد المختلفة التي تتطور، وباستخدام البرمجيات المختلفة المتنوعة التي تتطور أيضًا، وينشأ عن تطور العتاد والبرمجيات استخدام طرق جديدة تتطور بدورها، وتفرز بالتالي التحديات التي تفرض نفسها على مجال النشر الإلكتروني مثل التشغيل البيني أو قابلية التشغيل المتداخل (Interoperability) الذي يعني بكيفية جعل تنوع واسع التعدد من نظم الحاسبات أن تنتظم في العمل معا عندما تكون المكونات المنفردة مختلفة من الناحية الفنية وتديرها برمجيات مختلفة، وتعمل في مؤسسات مختلفة التكوين.

مجلة الجديد,  محمد الحمامصي

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى