المثل الشعبي يقول “إن كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بالحجارة”…الزجاج منتج هام يدخل في العديد من الصناعات. ظهرت صناعة الزجاج منذ أكثر من 3000 عام في مصر وبلاد الرافدين.
ايرفينج كولبورن من سمح لضوء الشمس بدخول المباني
طور صانعو الزجاج تقنيات الصب باستخدام قوالب ترابية وكان ذلك في عام 1500 قبل الميلاد. وظهرت حرفة نفخ الزجاج منذ أكثر من 2000 عام.
الزجاج مصنوع أساسًا من ثلاثة مكونات بسيطة: الرمل ورماد الصودا والحجر الجيري، ولا يوجد تكوين واحد يميز كل الزجاج.
في عام 1899 حدثت نقلة كبيرة في عالم تصنيع الزجاج وكان ذلك على يد عالم أمريكي أسمه ايرفينج كولبورن.
ولد كولبورن في ولاية ماساتشوستس الأمريكية يوم 16 مايو 1861. وبدأ مجموعة من التجارب بهدف الوصل لآلية ميكانيكية لتصنيع الألواح الزجاجية.
في غضون بضع سنوات، أبتكر العديد من الآلات وكانت النتائج تتطور مع كل آله جديدة حتى نجح في الوصول إلى الآلية التي نجحت في تحقيق هدفه.
كان النجاح الذي حققه كافيا لينشأ في عام 1906 شركة كولبورن المتحدة لميكنة الزجاج.
تحمس مصنعي الزجاج في ذلك الوقت لماكينات كولبورن وأبدوا أعجابهم بها. وفي الفترة ما بين 1905 و 1912 ، تم تطوير خمسة عشر ماكينة مختلفة بتكلفة زادت عن المليون دولار.
ومع ذلك، كان الانتاج لا يتعدى بضعة آلاف من صناديق المنتج، وكان الزجاج، في الواقع، ذو جودة رديئة إلى حد ما.
على الرغم من أن كولبورن كان على الطريق الصحيح بحلول عام 1911، إلا أن التكنولوجيا كانت لا تزال بحاجة إلى الإتقان. فاستمر في الإنفاق من دون تحقيق دخل يذكر، فأفلست شركته.
في 8 فبراير 1912 ، تم بيع أصول الشركة بالمزاد. وشمل ذلك براءات الاختراع العديدة التي احتفظ بها كولبورن من أجل عمليته، والتي كانت لا تزال لها قيمة كبيرة.
بعد إفلاس كولبورن ، قام إدوارد ليبي، رئيس شركة توليدو للزجاج بشراء براءات اختراع كولبورن. بعد ذلك بوقت قصير، أظهر ليبي ثقته في قدرات كولبورن من خلال توظيفه لمواصلة تحسين عمليته.
بعد فترة أخرى من التجارب، تم بناء آلة ميكانيكية نجحت بالفعل في إنتاج ألواح زجاجية بكميات كبيرة تلبي الأحتياجات التجارية المتزايدة. في عيد الشكر، 25 نوفمبر 1913، بدأ السحب على أولى الألواح الزجاجية في شركة توليدو للزجاج.
العملية الميكانيكية التي ابتكرها كولبرن لتصنيع ألواح الزجاج أعتمدت على قضيب حديدي ينتهي بجزء مثيل لجزء السنارة الذي يعلق فيه الطُعم، ينغمس القضيب في خزان من الزجاج المنصهر.
يتم بعد ذلك سحب القضيب من الخزان ببطء عن طريق محرك كهربائي فيخرج وقد تعلق فيه بعض الزجاج المنصهر والذي يمر على عدد من البكرات الأفقية والتي يتشكل فوقها لوح من السائل السميك الذي تم سحبه من خزان الزجاج المنصهر ليتشكل على هيئة لوح مسطح.
التحكم في عرض اللوح الزجاجي كان يتم عن طريق بكرات جانبية مبردة بالمياه وذلك قبل وصول اللوح إلى طاولة التسطيح. بعد ذلك، تأتي مرحلة مرور اللوح الزجاجي بفرن التلدين والذي تدعمه بكرات ذات سطح من الأسبستوس. آخر خطوة في التصنيع كانت قطع الألواح بالمقاسات المطلوبة.
جاءت الفكرة لكولبورن أثناء تناول الفطائر مع الشراب. فقد لاحظ أنه بعد قطع الفطائر، يمسك الشراب بطول شفرة السكين وهو يرفعها. وخطر له أن قطعة من الزجاج المنصهر يمكن سحبها بطريقة مماثل .
توفي ايرفينج كولبورن في عام 1917 بعد 4 أعوام فقد من نجاحه في الوصول إلى هدفه بميكنة إنتاج ألواح زجاجية ذات جودة عالية تسمح لنور الشمس بدخول المباني.
المصدر: scientificamerican