حصل مختبر البحث والتطوير والابتكار )سمارتي لاب) التابع للمدرسة المغربية لعلوم المهندس، على الميدالية الذهبية في المعرض الدولي الثالث للابتكار والاختراع بالولايات المتحدة الأمريكية (ALL American DAVINCI)، عن ابتكاره لنظام “سيبروم” (SIProm) الذكي للتنقيب البحري. وأقيم المعرض هذا العام عن بعد بسبب جائحة كورونا، في الفترة ما بين 3 و4 أغسطس الحالي.
وفي هذا الصدد قال مدير المختبر إبراهيم البحيري، مدير مديرية البحث والتطوير للمدرسة المغربية لعلوم المهندس -في حديث لموقع الجزيرة نت “خبر الفوز بالميدالية الذهبية في ملتقى دافنشي (DAVINCI) الأميركي كان له الوقع الإيجابي لدى مكونات المدرسة، وخصوصا الفريق الذي اشتغل على المشروع. إحساس لا يضاهيه إحساس وأنت ترفع علم المملكة الحبيبة عاليا”.
ويعتبر مختبر سمارتي لاب أول مختبر خاص يشتغل في ميدان البحث العلمي والتطوير والابتكار، تم إحداثه من طرف المدرسة المغربية لعلوم المهندس (EMSI)، من أجل الرقي بمستوى التعليم والتلقين لدى الطلبة المهندسين.
جمع ونقل البيانات
وبحسب بيان صحفي للمدرسة المغربية لعلوم المهندس، فإن هذا النظام -الذي أطلق عليه “نظام التنقيب البحري الذكي “سيبروم” (SIProM ) ، وحاز على الميدالية الذهبية للمعرض- يتميز بأنه ذكي وقادر على جمع ونقل البيانات البحرية أو الأرصاد الجوية أو غيرها من البيانات في الوقت الفعلي.
كما تتكون شبكة الابتكار الجديدة “سيبروم” من روبوتات ذكية، لكل منها جهاز استشعار أو أكثر من أجل جمع المعلومات البيئية والأرصاد الجوية والعسكرية والبحرية، وأحد تطبيقات هذا الابتكار يقوم بمسح الأسطح البحرية الكبيرة بهدف اكتشاف كثافة وحركة الأسماك في منطقة ما.
ويضيف البيان الصحفي أنه يمكن استخدام المعلومات التي تم جمعها بواسطة النظام في مجال الصيد من أجل ضمان كفاءة الصيد من حيث الوقت والكمية، ومن شأنه تحديد رحلات الصيد والأماكن بطريقة فعالة دون الضياع في المحيطات أو إضاعة الوقت دون نتائج.
ويقول إبراهيم البحيري “هذا الاختراع يجد تطبيقاته في عدة مستويات، فهو جهاز ذكي قادر على التقاط المعطيات من خلال مجسات موضوعة بإحكام وإتقان من أجل التتبع الآني لحالة المحيطات والبحار. فالجهاز قادر على رصد وتتبع حركة وكمية الأسماك المتواجدة في مكان معين، كما أن الجهاز قابل للعمل والاشتغال في مشاريع ذات أغراض علمية معرفية لتتبع الحالة البيئية والبيولوجية للمحيطات، وهو أيضا موجه للتطبيقات العسكرية“.
ويشير البحيري إلى أن “فريق مختبر سمارتي لاب منشغل حاليا مع مجموعة من الشركاء الأكاديميين الوطنيين والأجانب، على بلورة الاختراع وتنزيله على أرض الواقع، من خلال مشروع يروم دراسة التغيرات المناخية وأثرها على المحيطات والبحار”.
ولفت إلى أن “تطبيقات المشروع سيكون لها الأثر الحسن على عموم ساكنة هذا الكوكب الأزرق، وهو أيضا بمثابة محفز للشباب المغربي والعربي من أجل العمل على تطوير أفكار مبدعة تهدف للرقي والنهوض بالمستوى العلمي والاقتصادي لبلداننا“.
الإعداد لحماية الفكر
وجاءت فكرة ابتكار نظام التنقيب البحري الذكي من خلال دراسة مشكل مرتبط بالصيادين الصغار في الصيد التقليدي، وبعد التدقيق التقني والفني للفكرة حصل فريق المختبر على براءة اختراع من قبل المكتب الوطني للملكية الفكرية المغربي بتاريخ 26 أبريل 2021، والمختبر الآن بصدد الإعداد لحماية الفكرة على الصعيد العالمي.
يقول إبراهيم البحيري “المختبر منذ إحداثه عام 2015 يشتغل على مجموعة من المجالات، منها المتعلقة بالبحث التجريبي الصرف، والرفع من مؤشرات البلاد على الصعيد الدولي، والاشتغال على تطوير مشاريع تطبيقية مع القطاع الصناعي، والعمل على تطوير الأفكار المبتكرة والمبدعة، والرفع من مؤشر المدرسة في عدد الابتكارات المنجزة والمصادق عليها من الأجهزة المعترف بها وطنيا ودوليا“.
ويضيف البحيري “يشتغل المختبر مع الطلبة بشكل مباشر من خلال نادي المخترعين، ومن خلال هذا العمل أدركنا أن هؤلاء الطلبة هم بمثابة مشتل للأفكار المبدعة، وهذا المشروع الفائز هو نتاج هذا العمل التقني الرائع بين طلبة المدرسة المغربية لعلوم المهندس وأطر المختبر“.
الجدير بالذكر أن المعرض الدولي الثالث للابتكار والاختراع بأميركا لعام 2022، كان قد تم تنظميه بشراكة بين جامعة جنوب يوتا بالولايات المتحدة الأميركية، والمعهد الأميركي للابتكار والاختراع، والتحالف الدولي لجمعيات الابتكار والاختراع. وهو نموذج لمعارض الابتكار الدولي وبمثابة منصة علمية للقاء بين ممثلي العلوم والشركات المبتكرة والصناعة وبيئة الأعمال، ومؤسسات الدعم والتمويل والتنمية والبحث، وكذلك معاهد البحوث الأميركية والأجنبية، والشركات المبتكرة، والمبتكرين، والمخترعين الشباب.