من منطق اختبارات أجهزة كشف الكذب الذي تستخدمه أجهزة المخابرات، توصل باحث عربي يدعى “أحمد أميري” إلى اختراع جهاز جديد يمكنه كشف الطائفية وحقيقة توجهات الأشخاص الفكرية.
ويقول “أميري” صاحب الاختراع: إن الجهاز يلقي أسئلة محددة على المختبَر، ومن خلال الأسلاك التي توصل بأطرافه، يعرف الشخص إن كان طائفياً من عدمه، حيث يطرح بعضا من الأسئلة على من ينتمون إلى طائفة معينة حول الطائفة الأخرى والجهاز يقيس مدى طائفية المختبر”.
وهذه الأسئلة عن الأحداث الجارية على الساحة العربية فمثلا قد يتم سؤال المبحوث عن الوضع في العراق أو الوضع في لبنان أو فلسطين وما إلى ذلك.
ويرى “أميري” أن الجهاز الجديد قد يفيد الدول الإسلامية التي تسعى لمحاربة الطائفية، ويستشهد بقول الإمام “محمد عبده” : “لابد أولاً من معرفة من هم الطائفيون ومن ثم إقناعهم بأن ما يدور حولنا لا علاقة له بالطائفة بل محض سياسة والتي ما دخلت في شيء إلا أفسدته”.
ويطرح الجهاز الأسئلة التالية على شخص “سُني”: هل تؤيد المقاومة العراقية السُّنية؟ بلى وبشدة، فهذا حق مكفول بالشرائع الدينية والدساتير القانونية، ومقاومة العراقيين فخر للأمة كلها. وهل تؤيد المقاومة اللبنانية الشيعية؟ كلا، فلبنان يتكوّن من 17 طائفة ولا يجوز لطائفة واحدة أن تقرّر الحرب التي ستلقي بظلالها على الجميع، ما رأيك في خطف المدنيين الغربيين في العراق وذبحهم على يد فرع “القاعدة” في بلاد الرافدين؟ ليس بينهم مدنيون وكلهم جواسيس ومرتزقة.
ما رأيك في خطف المدنيين الغربيين في لبنان في الثمانينيات وقتلهم أو المساومة عليهم على يد منظمات شيعية؟ لا يجوز وهو عمل قبيح في حق أبرياء عزّل.
وما رأيك في أسامة بن لادن الذي يضرب ويهرب، والناس من حوله تُقتل وتدمر بيوتها؟ مبدأ اضرب واهرب فن حربي معروف، والموتى نحتسبهم عند الله شهداء.
وما رأيك في حسن نصرالله الذي يضرب ويهرب والناس من حوله تُقتل وتدمر بيوتها؟ مغامرٌ مَنْ يربط مصير شعب بأكمله من أجل جنديين. وما رأيك في الدور الأميركي في لبنان؟ دور مهم لجهة إخراج اللبنانيين من أسر الجماعات اللبنانية المتحالفة مع سوريا وإيران والتي تعمل لأجندة هذين البلدين.
وماذا عن الدور الأميركي في العراق؟ دور إمبريالي يهدف إلى خلق شرق أوسط جديد بما يخدم الصهيونية، بينما الأمة في سبات عميق لا تدري ما يُحاك ضدها. النتيجة: طائفي حتى النخاع وغارق في بحر الطائفية بلا مركب ولا ساحل.
والآن جاء الدور على شيعي وبالأسئلة ذاتها. لا للمقاومة العراقية، فالأغلبية العراقية، الشيعة والأكراد، غير متفقين مع السُّنة على المقاومة المسلحة، ولا يجوز لطائفة واحدة أن تقرّر الحرب التي ستلقي بنتائجها على الجميع. بلى أؤيد المقاومة اللبنانية وبشدة، فهذا حق مكفول بالشرائع الدينية والدساتير القانونية، ومقاومة اللبنانيين فخر للأمة كلها.
لم يسئ أحد للإسلام كما أساء ذبّاحو “القاعدة” في العراق. أما ما كان يجري في لبنان من خطف للرهائن وقتلهم، فقد كان وسيلة ضغط على الغرب بما يخدم قضايانا. ما فعله ابن لادن أساء للإسلام وحرّض القوى العالمية على بلاد المسلمين. أما ما فعله حسن نصرالله، فهو فن حربي معروف، اضرب واهرب، والموتى نحتسبهم عند الله شهداء. الدور الأميركي في العراق مهم لجهة إراحة العراقيين من نظام صدام الذي أذاقهم الويلات واعتدى على جارتيه إيران والكويت ولصدِّ الصداميين والتكفيريين ولمنع اقتتال الطوائف. أما الدور الأميركي في لبنان فهو دور إمبريالي يهدف إلى خلق شرق أوسط جديد بما يخدم الصهيونية بينما الأمة في سبات عميق لا تدري ما يحاك ضدها. النتيجة: طائفي حتى العظم وسابح في فضاء الطائفية بلا مركبة ولا حتى لباس فضائي.