عجلة المشاعر تُعدّ بوصلةً مُفعمة بالألوان تُرشدنا عبر رحلةٍ داخليةٍ لفهمِ مشاعرنا وتنظيمِها. تُمثّل العجلة خارطةً مُنظمةً لمجموعةٍ واسعةٍ من العواطف، تُساعدنا على تمييزِ مشاعرنا بدقةٍ أكبر، والتعبيرِ عنها بوضوح، وتحويلِها إلى طاقةٍ إيجابيةٍ تُحرّك حياتنا نحو السعادةِ والانسجام.
Table of Contents
ما هي عجلة المشاعر؟
هي أداة مرئية ابتكرها عالم النفس روبرت بلوتشيك عام 1980. تُظهر العجلة ثماني مشاعر أساسية مرتبةً في أزواجٍ متضادةٍ على محيطها، مثل الفرح والحزن، والغضب والخوف، والدهشة والاشمئزاز. وتتدرج المشاعر من الأساسية إلى المركبة، حيث تُحيط بكلّ شعورٍ أساسيٍ مجموعةٌ من المشاعر المُشتقةِ منه.
فوائد استخدام عجلة المشاعر:
- فهم مشاعرك: تُساعدك العجلة على تمييزِ مشاعرك بدقةٍ أكبر، وتحديدِ المشاعر المُتداخلةِ أو المُخفيةِ خلفَ مشاعرَ أخرى.
- التعبير عن مشاعرك: تُساعدك العجلة على إيجادِ الكلماتِ المُناسبةِ للتعبيرِ عن مشاعرك بوضوحٍ وفعاليةٍ أكبر.
- تنظيم مشاعرك: تُساعدك العجلة على فهمِ كيفيةِ تحويلِ المشاعرِ السلبيةِ إلى مشاعرَ إيجابيةٍ بناءةٍ.
- تحسين التواصل: تُساعدك العجلة على التواصلِ بشكلٍ أفضلَ مع الآخرين حولَ مشاعرك، وفهمِ مشاعرهم بشكلٍ أعمق.
كيف تستخدم عجلة المشاعر؟
- حدد شعورك: انظر إلى العجلة و ابحث عن المشاعر التي تشعر بها في الوقت الحالي.
- ابحث عن المشاعر ذات الصلة: انظر إلى المشاعر المحيطة بالمشاعر التي حددتها، وفكر في المشاعر المُشتقةِ منها.
- فكر في سبب شعورك بهذه المشاعر: ما هي الأفكار التي تدور في ذهنك؟ ما هي الأحداث التي تسببت في شعورك بهذه المشاعر؟
- ابحث عن طرق للتعبير عن مشاعرك: تحدث إلى صديق أو أحد أفراد العائلة، أو اكتب في مجلة، أو مارس الفن، أو عبّر عن مشاعرك بطريقةٍ إبداعيةٍ.
- ابحث عن طرق لتحويل مشاعرك السلبية إلى مشاعر إيجابية: مارس تقنيات الاسترخاء، أو مارس الرياضة، أو افعل شيئًا تحبّه، أو ابحث عن حلولٍ للمشكلاتِ التي تُسببُ لك مشاعرَ سلبية.
مُلاحظات هامة:
- لا توجد طريقة صحيحة أو خاطئة لاستخدام عجلة المشاعر.
- قد تحتاج إلى بعض الوقت للتدرب على استخدام العجلة بشكل فعال.
- تذكر أن العجلة هي أداة مساعدة، وليست بديلاً عن المساعدة من مختص.
تطبيقات عجلة المشاعر:
- التربية: يمكن استخدام عجلة المشاعر لمساعدةِ الأطفالِ على فهمِ مشاعرهم والتعبيرِ عنها.
- العلاج النفسي: يمكن استخدام عجلة المشاعر لمساعدةِ المرضى على فهمِ مشاعرهم وتنظيمِها.
- التطوير الذاتي: يمكن استخدام عجلة المشاعر لتحسينِ التواصلِ الذاتيِ والوعيِ الذاتي.
ما هي أنواع المشاعر؟
تُصنّف المشاعر عادةً إلى نوعين رئيسيين:
1. المشاعر الأساسية:
هي المشاعر الفطرية التي نشترك فيها جميعًا، وتشمل:
- السعادة: شعورٌ بالبهجة والرضا والسرور.
- الحزن: شعورٌ بالألم والأسى والضيق.
- الغضب: شعورٌ بالاستياء والعدوانية.
- الخوف: شعورٌ بالقلق والرهبة والتوتر.
- الاشمئزاز: شعورٌ بالنفور والتقزز.
- الدهشة: شعورٌ بالاستغراب والمفاجأة.
2. المشاعر المركبة:
هي مشاعرٌ ناتجةٌ عن مزيجٍ من المشاعر الأساسية، وتشمل:
- الحب: شعورٌ بالارتباط الشديد والمودة.
- الكراهية: شعورٌ بالعداء والنفور الشديد.
- الغيرة: شعورٌ بالحسد والرغبة في امتلاك ما لدى الآخرين.
- الذنب: شعورٌ بالندم والألم بسبب ارتكاب خطأ.
- الخجل: شعورٌ بالارتباك والإحراج.
- الفخر: شعورٌ بالاعتزاز بالنفس والإنجازات.
ما هي المشاعر الثلاثه؟
يعتمد تحديد عدد المشاعر الأساسية على نظرية علم النفس التي تُستخدم.
-
نظرية بول إيكمان:
حدد بول إيكمان ستة مشاعر أساسية هي:
-
السعادة: شعورٌ بالبهجة والرضا والسرور.
-
الحزن: شعورٌ بالألم والأسى والضيق.
-
الغضب: شعورٌ بالاستياء والعدوانية.
-
الخوف: شعورٌ بالقلق والرهبة والتوتر.
-
الاشمئزاز: شعورٌ بالنفور والتقزز.
-
الدهشة: شعورٌ بالاستغراب والمفاجأة.
-
نظرية ويليام جيمس:
حدد ويليام جيمس أربع مشاعر أساسية هي:
-
الحزن: شعورٌ بالألم والأسى والضيق.
-
الخوف: شعورٌ بالقلق والرهبة والتوتر.
-
الحب: شعورٌ بالارتباط الشديد والمودة.
-
الغضب: شعورٌ بالاستياء والعدوانية.
-
نظرية روبرت بلوتشيك:
حدد روبرت بلوتشيك ثماني مشاعر أساسية هي:
- السعادة: شعورٌ بالبهجة والرضا والسرور.
- الحزن: شعورٌ بالألم والأسى والضيق.
- الغضب: شعورٌ بالاستياء والعدوانية.
- الخوف: شعورٌ بالقلق والرهبة والتوتر.
- الاشمئزاز: شعورٌ بالنفور والتقزز.
- الدهشة: شعورٌ بالاستغراب والمفاجأة.
- الترقب: شعورٌ بالحماس والانتظار.
- الاستسلام: شعورٌ باليأس والإحباط.
ما هي المشاعر الحقيقية؟
لا يوجد تعريف واحد متفق عليه للمشاعر “الحقيقية”.
من منظور علم النفس:
- المشاعر هي تجارب واعية تتميز بالنشاط العقلي الشديد، وبدرجة معينة من المتعة أو المعاناة.
- تُعدّ المشاعر ظاهرة معقدة تتضمن مكونات جسدية ونفسية واجتماعية.
- تُؤثّر المشاعر على أفكارنا وسلوكنا وتفاعلاتنا مع الآخرين.
من منظور فلسفي:
- تُعدّ المشاعر انعكاسات لواقعنا الداخلي والخارجي.
- تُساعدنا المشاعر على فهم أنفسنا وفهم العالم من حولنا.
- تُشكل المشاعر جزءًا أساسيًا من هويتنا كبشر.
من منظور ثقافي:
- تختلف طريقة التعبير عن المشاعر من ثقافة لأخرى.
- قد تُعتبر بعض المشاعر مقبولة في ثقافة ما، بينما قد تُعتبر غير مقبولة في ثقافة أخرى.
في ضوء ما سبق، يمكن القول أن المشاعر “الحقيقية” هي تلك التي:
- نُدركها ونشعر بها بشكلٍ عميق.
- تُؤثّر على أفكارنا وسلوكنا بشكلٍ واضح.
- تُعبّر عن هويتنا وقيمنا بشكلٍ صادق.
من المهم أن نُدرك أن المشاعر “الحقيقية” لا تعني بالضرورة المشاعر “الإيجابية”. فالمشاعر “السلبية” مثل الحزن والغضب والخوف هي مشاعر حقيقية أيضًا.
من المهم أيضًا أن نُحترم مشاعر الآخرين، حتى لو كانت مختلفة عن مشاعرنا.
في النهاية، لا يوجد إجابة واحدة محددة على سؤال “ما هي المشاعر الحقيقية؟”
فالمشاعر تجارب فردية تتأثر بعوامل مختلفة.
ما يهم هو أن نُدرك مشاعرنا ونُعبّر عنها بشكلٍ صحي.
خاتمة:
تُعدّ عجلة المشاعر أداةً قيّمةً لتعزيزِ ذكائنا العاطفي، وتحسينِ قدرتنا على فهمِ مشاعرنا وتنظيمِها. من خلالِ استخدامِ عجلةِ المشاعر، نستطيعُ أن نُصبحَ أكثرَ وعيًا بمشاعرنا، وأكثرَ قدرةً على التعبيرِ عنها بوضوحٍ وفعاليةٍ، وأكثرَ قدرةً على تحويلِها إلى طاقةٍ إيجابيةٍ تُثري حياتنا وتُساعدنا على تحقيقِ أهدافنا.
./1152-390x220.jpg)
./1227-202x220.jpg)
