بنك المعلوماتالمجلة

“التعلم أثناء النوم”.. حقيقة أم خرافة؟

إمكانية التعلم أثناء النوم موضوع مثير للجدل، مع وجود أدلة متضاربة من الدراسات العلمية. تشير بعض الدراسات إلى أن التعلم أثناء النوم ممكن، بينما تشير دراسات أخرى إلى أنه غير فعال.

موضوع التعلم أثناء النوم من المواضيع التي اشتغل عليها الباحثون منذ عقود.. وقد نشرت أول دراسة لإثبات فائدة الذاكرة والتعلم من النوم سنة 1914 من قبل عالمة النفس الألمانية روزا هاينه..

فيما بعد أكدت العديد من الدراسات هذا المعطى، ووجدت أن تعلم مواد جديدة في المساء قبل النوم يؤدي إلى تذكر أفضل مقارنة بالتعلم أثناء النهار، وأشارت إلى أن النوم ضروري لتكوين ذكريات طويلة الأمد لما واجهناه خلال النهار.

النوم وإدراك وتخزين الأحداث

الأبحاث التي ظهرت حديثا تشير الى أن النوم يساعد على ادراك وتخزين الأحداث، حتى وان كان الأمر دون وعي. وأثناء النوم يمكن للإنسان تقوية الذكريات المكتسبة سابقًا، ولكن ما إذا كان بإمكانه اكتساب معلومات جديدة تمامًا
ما زال مجهولا.
ووجدت هذه الدراسات أنَّ أحد أنماط التعلّم البدائية، وهو التكييف السلوكي، من الممكن أن يحدث أثناء النوم.
ففي دراسة حديثة مهمة بعنوان : Humans can learn new information during sleep نشرت سنة 2012 في دورية nature neuroscience ( العدد 10 / أكتوبر 2012) وجد مجموعة باحثين من معدي الدراسة أن التعلم أثناء النوم ممكن، وأنَّ الناس يمكنهم تعلّم الربط بين الأصوات والروائح أثناء النوم.
فقد قام الباحثون بربط الروائح الكريهة والروائح الطيبة بنغمات مختلفة أثناء النوم ثم قاموا بقياس استجابة الشم لها بعد الاستيقاظ. وشغل العلماء نغمةً للمشاركين النائمين في التجربة، بينما عرَّضوهم لرائحة السمك الفاسد الكريهة. عند استيقاظ المشاركين، كانوا يكتمون أنفاسهم فور سماعهم هذه النغمة تحسّباً لاستنشاق رائحةٍ كريهة.
رابط الدراسة :
Humans can learn new information during sleep https://www.uni-muenster.de/…/freie_dokumente/arzi2012.pdf
"التعلم أثناء النوم".. حقيقة أم خرافة؟
“التعلم أثناء النوم”.. حقيقة أم خرافة؟

إليك بعض النقاط التي يجب مراعاتها:

  • يمكن للدماغ البشري معالجة المعلومات أثناء النوم. أظهرت دراسات التصوير العصبي أن مناطق الدماغ المرتبطة بالتعلم والذاكرة تنشط أثناء مراحل معينة من النوم.
  • يمكن أن يساعد النوم في تحسين الذاكرة. أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يحصلون على قسط كافٍ من النوم هم أفضل في تذكر المعلومات التي تعلموها في اليوم السابق.
  • قد يكون التعلم أثناء النوم فعالًا لأنواع معينة من المعلومات. أظهرت بعض الدراسات أن التعلم أثناء النوم قد يكون فعالًا لتعلم المهارات الإجرائية، مثل العزف على آلة موسيقية أو كتابة نوع معين من النص.
  • لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كان التعلم أثناء النوم فعالًا حقًا وما هي أفضل الطرق لاستخدامه.

في الوقت الحالي، لا توجد توصيات قوية لاستخدام التعلم أثناء النوم كطريقة لتحسين التعلم.

ومع ذلك، إذا كنت مهتمًا بتجربة التعلم أثناء النوم، فهناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها:

  • اختر معلومات بسيطة وسهلة التذكر.
  • استمع إلى المعلومات بصوت هادئ ورتيب.
  • تأكد من حصولك على قسط كافٍ من النوم.

من المهم أن تتذكر أن التعلم أثناء النوم ليس بديلاً عن التعلم أثناء اليقظة.

لا تزال أفضل طريقة لتعلم المعلومات الجديدة هي قضاء الوقت في دراستها وممارستها بوعي.

إليك بعض المصادر الإضافية التي قد تجدها مفيدة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى