المجلةابتكارات جديده

“البويات اللؤلؤية” اختراع جديد لطلاء السيارات

“البويات اللؤلؤية” اختراع جديد لطلاء السيارات

توصل الدكتور محمد سليم الأستاذ المتفرغ بـ”المركز القومي للبحوث” في القاهرة إلى تصنيع نوع جديد من الطلاء أسماه “البويات اللؤلؤية”، وذلك عن طريق استخدام مادة تصنع من “الميكا”، ويصنع الدهان المبتكر بطريقة خاصة ليعطي بريقا لؤلؤيا، يضاف إليه المواد الرابطة “الورنيش”، وتدهن بها جميع الأسطح المعدنية مثل السيارات وتكلفة هذا الطلاء لا يتعدى 20% من مثيله المستورد.

و”الميكا” فلز يمكن طرق جميع أنواعه إلى صفيحات رقيقة، يتراوح لونها ما بين عديم اللون إلى ظلال الأصفر والأخضر والأحمر والبني والأسود، وتوجد “الميكا” في كثير من الصخور على القشرة الأرضية فهي تمثل جزءا مهما من الصخور النارية وهي ناتجة عن الضغط والحرارة والماء، ونظرا لليونة هذا الفلز ينبغي تعدينه أولا، ومن أهم مناطق التعدين جبال “الأبا لاشيان” وجبال “روكي” وكندا والهند ومدغشقر وروسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا، ويوجد الميكا على عدة أنواع أشهرها الأبيض والأسود.

يقول د. سليم: “لون السيارة من أهم المميزات التي يبحث عنها مشتريها، ولكن على الرغم من الأهمية الكبيرة التي يعلقها صاحب السيارة على اللون، إلا أن اللون ظل بالنسبة لمصنعي السيارات في العالم يمثل أقل العوامل أهمية من مجموع العمليات المتعددة لطلاء السيارات وإكسابها اللون المطلوب، كما أنه يعتبر عاملا ثانويا بالمقارنة بالعمليات التطويرية المستهدفة من قبل المصنعين العالميين، ومن هنا تأتي أهمية اختراعي”.

وفي هذا الصدد يقول توني هنري كبير مهندسي ضمان الجودة في مصانع شركة “نيسان” العالمية “إن لون السيارة يماثل في أهميته الورق الذي تغلف به الهدية، مشيرا إلى أهمية اللون في اجتذاب عملاء لشراء السيارات الجديدة”.

وأشارت دراسة قامت بها شركة “بانتون” الأمريكية لأنظمة تلوين السيارات إلى تفضيل العملاء الأمريكان للألوان البارزة كالأبيض والفضي اللؤلؤي، وخلصت أيضا إلى أن اختيار لون السيارة يعبر في الأساس عن الموضة العامة، فيما أشارت دراسة أسبانية مشابهة إلى أن اللون له دور كبير في عملية التسويق، إذ يعد سلاحا قويا في مجال بيع السيارات على مستوى العالم برمته.

الجدير بالذكر أن د. سليم حصل على ميداليتين فضيتين في “المعرض الدولي للاختراعات” الذي أقيم بالكويت العام الماضي، وللدكتور سليم العديد من الإنجازات العلمية فضلا عن 14 براءة اختراع، وقد تفرغ المخترع للأبحاث والاكتشافات التي تساهم في تقليل استيراد العديد من المواد ذات التكلفة الباهظة وتقديمها من خلال استخدام خامات محلية بأسعار أقل من مثيلتها المستوردة لكنها -حتى الآن- حبيسة الأدراج ولم تنفذ بعد.

ومنها براءة اختراع حول تحضير مادة “حفاز النيكل” المستخدم في هدرجة الزيوت النباتية والذي يصنع منه المسلى الصناعي، وأخرى عن بديل زبدة الكاكاو والشيكولاتة، وثالثة عن ابتكار طريقة جديدة لتنشيط “حفاز النيكل” لإعادة استخدامه مرة أخرى بأسلوب سهل واقتصادي وهذا يساهم في التقليل من التلوث البيئي، إضافة إلى تصنيع مادة الزلوليت من الكاولين المصري والتي يمكن استخدامها في العديد من الصناعات البتروكيماوية، وإزالة الرطوبة من الغاز الطبيعي إلى جانب إزالة العناصر الثقيلة مثل الرصاص والنحاس من مياه الصرف الصحي.

وقام المبتكر بتحضير مضادات بكتريا من خلال استخدام “الزلوليت” بعد معالجته وإضافته إلى مادة البلاستيك لتصنيع أكياس بلاستيكية تحفظ فيها الأطعمة بمختلف أنواعها لفترات طويلة دون تعرضها للتلف، لما تحتويه على مادة مضادة للبكتريا فضلا عن استخدام “الزلوليت” المعالج في حشو الأسنان لفائدته في منع نمو البكتريا داخل الأسنان.

وبعد تخرج د. سليم في كلية العلوم قسم كيمياء جامعة الإسكندرية عام 1961، استكمل مشواره من خلال بعثة إلي “الاتحاد السوفيتي” السابق للحصول علي درجة الدكتوراه، وبعد عودته إلى مصر نال عدة جوائز من بينها جائزة التشجيع العلمي في الكيمياء عام 1982، جائزة التفوق العلمي في الكيمياء ووسام تقدير من “المركز القومي للبحوث” علاوة على شهادة تقدير من كلية العلوم جامعة الإسكندرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى