ابتكارات جديدهالمجلة

تكنولوجيا مبتكرة للتحقق من صحة خطابات السياسيين

التكنولوجيا في مجال التحقق من صحة خطابات السياسيين . يتوقع فريق من جامعة دوك إتاحة منتج للسنة الانتخابية يسمح لشبكات التلفزيون بتقديم فحوصات واقعية على الشاشة عندما يقدّم أحد السياسيين ادعاءً يُشَكّ بأمره خلال خطاب أو نقاش. السؤال هو ما إذا كانت هناك شبكة ستستخدمه. وضحت الاستجابة لخطاب الرئيس دونالد ترامب في 8 كانون الثاني عن أمن الحدود كيف أن هذه الخدمة من المرجّح أن تكون مشكلة خلال العامين المقبلين.

واعتُبرت الشبكات لفترة وجيزة أنها لا تبث حديث ترامب على الهواء مباشرة، وتنازع عددٌ من المحللين على بعض تصريحاته بعد ذلك، ولكن لم يكن أحد يسأله أثناء حديثه. تقدّم جامعة دوك تطبيقًا طوّره البروفيسور بيل أدير مؤسس (Politifact)، والذي يوجه المستخدمين إلى عمليات التحقق من الادعاءات عبر الإنترنت أثناء الأحداث السياسية، واختُبر منتج مماثل للتلفزيون، لكنه لم يكتمل بعد.

سيطلب المنتج التلفزيوني قاعدة بيانات للبحث من موقع Politifact وFactcheck.org وThe Washington Post للإشارة إلى بيانات خاطئة أو مخادعة على الشاشة. على سبيل المثال، قد يثير تصريح ترامب (بأن 90 % من الهيروين الذي يقتل 300 أمريكي كل أسبوع يأتي عبر الحدود الجنوبية) تفسيرًا على الشاشة أن الكثير من المخدرات تدخل بشكل غير شرعي عبر نقاط الدخول القانونية ولا تتأثر بجدار.

أجرت شركة Duke Tech & Check Cooperative اختبارًا لمجموعة التركيز في أكتوبر، إذ عرضت للمشاهدين أجزاءً من خطابات ترامب وباراك أوباما مع إجراء فحوصات حقيقية، وقال أدير: «إن هذا نجاح كبير». وأضاف: «يريد الناس التحقق من المعلومات على الشاشة، فهناك سوق قوي لهذا وأعتقد أن شبكات التلفزيون ستدرك فائدة هذا المنتج».

من المرجح أن يعمل المسؤولون التنفيذيون في الشبكة بحذر شديد، بسبب المخاوف الفنية حول كيفية العمل، أو خطر التعرض لخطأ ما، أو الشكّ في أن بعض المشاهدين قد يعتبرون الرسائل هجومًا سياسيًا. وقال مارك لوكاشيفيتش، وهو مدير تنفيذي في إن.بي.سي نيوز، والذي أصبح مؤخرًا عميد كلية الاتصالات بجامعة هوفسترا: «إنه تحدٍّ صعب للغاية».

وأضاف أدير: «سيكون النظام آليًا، مع الأخذ بعين الاعتبار أن العديد من السياسيين يكررون ادعاءات مماثلة، إذ ستُشغَّل قاعدة البيانات والتحقق من الادعاءات عن طريق عبارات التعليمات البرمجية قبل ظهورها، وستوضِّح ملاحظةٌ تظهر على الشاشة أن الادعاء زائف أو مضلّل وسيُوجّه المشاهدين إلى موقع ويب حيث يمكنهم العثور على مزيد من المعلومات، أو الحصول على شرح موجز عن سبب الطعن فيه».

إنه يتصور حدوث عملية تحقق واحدة كل دقيقتين، ومن المرجح أن تبثّ الشبكة التي تستخدم الخدمة الخطاب مع هامش تأخير لمدة دقيقة تقريبًا. وقال لوكاشيفيتش: «من المرجح أن يكون المسؤولون التنفيذيون في الشبكة حذرين بشأن السماح لمورّد خارجي بتحديد ما يوضع على الشاشة». وقال أدير: «سيُعطى أي شخص يستخدم النظام حق النّقض (الفيتو) على المعلومات التي تُعرض».

كانت CNN وMSNBC أكثر عدوانية في استخدام الملاحظات التي تظهر على الشاشة لمواجهة التصريحات المضللة من جانب ترامب، على الرغم من أنها لم تحدث أثناء خطاب الحدود. ومن بين التحليلات التي أُجريَت في مرحلة ما بعد الخطاب، كانت عملية التدقيق السريعة في برنامج فوكس خلال فترة التوقف التي دامت ثلاث دقائق قبل أن يتحدث الديمقراطيون فعالة بشكل خاص.

وقال ديفيد بورمان، مدير سابق في شبكة سي إن إن في واشنطن، أثناء التغطية الانتخابية لـ (MSNBC) في عام 2016: «تقع على عاتقنا مسؤولية ألّا نكون مجرد بوابة وأن ندع الأمور تمر دون تحدٍّ، الهدف جيد والتنفيذ يشكل تحديًا». وأضاف بورمان، التقني البارع: «اكتشفت طرقًا مختلفة لتدقيق الحقائق في الوقت الفعلي أثناء مشاهدة قناة سي إن إن، لكن تبين في نهاية المطاف أنها معقدة ومرهقة للغاية».

بالنسبة إلى الشبكات التلفزيونية، قد يكون كشف الادعاءات الزائفة على الشاشة بمثابة كارثة علاقات عامة. وإن السياسيين يُدلون بالعديد من التصريحات التي قد يطرحها الناقد، لكنها ليست بالضرورة غير صحيحة من الناحية الواقعية. على سبيل المثال، زعم ترامب أن هناك أزمة عند الحدود الجنوبية، هل هذه حقيقة أم مسألة توقع وتأويل؟

حتى تيم غراهام، مدير التحليل الإعلامي في مركز أبحاث وسائل الإعلام التابعة للمحافظين، يقول: «كلنا نفهم أن الرئيس ترامب لديه نهج غير رسمي في التعامل مع الوقائع». لكن، يشكك المحافظون بشدة في أن كلمات ترامب تخضع لمراقبة أكثر حذرًا من تلك الخاصة بالديمقراطيين، وسيلاحظون ويستهزئون إذا ما صُححت تصريحات ترامب على الهواء أكثر بكثير من منافسيه.

قال غراهام: «بغضّ النظر عمّا إذا كان ترامب في الواقع يصدر بيانات زائفة أو مضللة، فلن يثق الناس بك، لأنهم يعرفون ما هو الهدف؛ الهدف هو تدمير الرئيس». يؤكد أدير على أن منتجه غير متحيّز، ويعتقد أن شبكات التلفزيون ستأخذ في مرحلة ما، لأنها ستدرك أن مشاهديها يريدون فحص الحقائق بسرعة. وقال بورمان: «سيتعرض أي شخص ينتقد لانتقادات بسبب انتقاده، لكن الواقع هو أننا قد نكون قادرين على مساعدة المشاهدين».

المصدر

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى