نقاط مضيئهمبدعون

عالم الوراقة والورّاقين “محمد أمين الخانجي”.. رائد نشر التراث العربي

الخانجي | يُعدّ محمد أمين بن عبد العزيز الخانجي (1865-1939) أحد أبرز رواد نشر التراث العربي في العصر الحديث. فقد تميز بنشاطه الدؤوب في جمع المخطوطات النادرة وتحقيقها ونشرها، مما أسهم بشكل كبير في إثراء المكتبة العربية وإحياء تراثها العريق. أسس الخانجي مكتبته التي مازالت تحمل اسمه إلى الآن، وشهرتها الاتجار بالكتب القديمة والنادرة.

نشأة وحياة الخانجي:

ولد الخانجي في مدينة حلب السورية لعائلة عريقة اشتهرت بالعلم والفضل. نشأ على حبّ الكتب والمخطوطات، فدرس علوم اللغة العربية والشريعة الإسلامية على يد كبار علماء حلب.

نسبه

هو محمد أمين بن عبد العزيز بن إبراهيم جلبي بن فخر الأشراف، عبيد الله جلبي، الخانجي، الحسيني، المتصل نسبه إلى عبيد الله بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاش

الخـانجـي والانتقال إلى القاهرة:

في عام 1885، انتقل الخانجي إلى القاهرة، عاصمة الثقافة العربية آنذاك. وهناك، أسس مكتبة الخانجي، التي أصبحت مركزًا هامًا للباحثين والعلماء.

جهود محمد أمين الخانكي في نشر التراث:

كرّس الخانجي حياته لجمع المخطوطات النادرة وتحقيقها ونشرها. فقد سافر إلى مختلف البلدان العربية والإسلامية بحثًا عن هذه المخطوطات، وسعى إلى تحقيقها بدقة وعناية فائقة.

عالم الوراقة والورّاقين "محمد أمين الخانجي".. رائد نشر التراث العربي
عالم الوراقة والورّاقين “محمد أمين الخانجي”.. رائد نشر التراث العربي

من أهم إنجازاته:

  • نشر أكثر من 370 كتابًا ورسالة في مختلف مجالات العلوم والآداب.
  • تحقيق العديد من المخطوطات النادرة، مثل: “معجم البلدان” لياقوت الحموي، و”تاريخ بغداد” للخطيب البغدادي، و”شرح شواهد المغني” للسيوطي.
  • تأسيس مكتبة الخانجي، التي أصبحت من أهم المكتبات العربية في العالم.

وفاة الخانكي:

توفي الخانجي في القاهرة عام 1939 تاركًا إرثًا علميًا غنيًا، وخلّد اسمه كأحد أهم رواد نشر التراث العربي.

مؤلفات محمد الخانجي

  1. أعلام الكلام
  2. الجزء الأول [- الثاني] من كتاب العمدة في صناعة الشعر ونقده
  3. اللزوميات: لشاعر الفلاسفة و فيلسوف الشعراء ابي العلاء المعري
  4. المحاسن والأضداد: تأليف أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ البصري
  5. بدائع الخيال: قصص منتخبة
  6. دراسات عربية وإسلامية: مهداة إلى اديب العربية الكبير أبو فهر محمود محمد شاكر بمناسبة بلوغة السبعين
  7. ذيل زهر الآداب أو جمع الجواهر في الملح والنوادر
  8. سوانح الاميرة
  9. شهيرات النساء في العالم الإسلامي
  10. صيد الخاطر
  11. عصمت باشا: خطبه وأقواله السياسية والاجتماعية 1920-1933
  12. كتاب الأداب
  13. كتاب الصناعتين: الكتابة والشعر
  14. كتاب المعمرين من العرب وطرف من اخبارهم وما قالوه في منتهى أعمارهم
  15. كتاب الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
  16. كتاب أخبار العلماء بأخبار الحكماء
  17. كتاب بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاه
  18. كتاب تفريج المهج بتلويح الفرج: الجامع للكتب الثلاثة
  19. كتاب روضة العلماء ونزهة الفصلاء
  20. كتاب فاتحة العلوم، ويليه خلاصة المفهوم في تخريج أحاديث فاتحة العلوم
  21. كتاب همع الهوامع: شرح جمع الجوامع في علم العربية
  22. لزوم ما لا يلزم
  23. مذكرات الغازي مصطفى كمال باشا
  24. مطالعات و اراء حول مؤتمر الموسيقى العربية
  25. معجم البلدان
  26. مناقب الإمام أحمد بن حنبل
  27. نقد العلم والعلماء: أو تلبيس إبليس.
عالم الوراقة والورّاقين "محمد أمين الخانجي".. رائد نشر التراث العربي
عالم الوراقة والورّاقين “محمد أمين الخانجي”.. رائد نشر التراث العربي

صناعة الكتب عربياً

تعتبر صناعة الكتب وإنتاجها من أهم وأنفع الصناعات على مر العصور، وعرفت في التاريخ الإسلامي بالوراقة وأصحابها بالورّاقين، الذین أسهموا في نشرِ العلم وحفظه للأجیال التالیة، وازدهار المكتبات العامة والخاصة، التي أضحت من معالم المسلمین الحضاریة، ویمكن قیاس مدى تقدم أي حضارة بما أنتجته من كتب؛ تأليفاً ونسخاً وتجليداً وزخرفة، فالكتب هي آلة العلم ووعاء المعرفة.
تعد الحضارة الإسلامیة من أكثر الحضارات إنتاجاً للكتب وصناعتها، والتي عدت من أجود الصنائع. ولا شك أن حرفة الوراقة كانت رائجة في الحضارة الإسلامیة عامة، والدلیل على ذلك تعدد النسخ من المصنف الواحد، في شتى فروع المعرفة موزعة الآن بين متاحف ومكتبات دول العالم المختلفة، فضلاً عما هو موجود في المكتبات الخاصة، مما لا يمكن حصره، وقد أورد المقریزي فصلاً، قراءته تثير الانبهار بكمية الكتب وعدد النسخ المتوافرة في مكتبة دار الكتب الفاطمیة على سبيل المثال، كل ذلك كان ثمرة جهد وعمل هؤلاء الوراقين، بدءاً من إنتاج الكتب ثم النسخ والمقابلة والتصحيح والتجليد والتذهيب… وأخيراً التوزيع في الأسواق والحوانيت وغيرها على طالبي العلم والمعرفة، وغيرهم ممن لهم اهتمام بالكتب.
وقديماً كان الوراقون هم الناشرين ومن أشهر الوراقين: الآمدي، وابن الباقلاني؛ وابن تاخميست؛ وجعفر بن أحمد بن معبد الوراق، والحسين بن عبدالله بن شاكر السمرقندي، وأبو علي الدارقزي؛ وسعيد بن نصير البغدادي، والحافظ أبو عثمان، وابن الصابوني؛ وياقوت الحموي الرومي، وشهاب الدين ابن النديم، وعفيف بن المبارك الوراق.

الخاتمة:

لا شكّ أنّ محمد أمين بن عبد العزيز الخانجي قد لعب دورًا محوريًا في إحياء التراث العربي ونشره بين الأجيال. فجهوده الدؤوبة واهتمامه الكبير بالمخطوطات النادرة قد أسهم بشكل كبير في إثراء المكتبة العربية وتعزيز الوعي بأهمية التراث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى